كل ما نراه اليوم في مشهدنا السياسي من صراعات وخلافات وتغيرات بسرعة كبيرة ما هو الا وجه من وجوه التحضيرات والاستعدادات للاستحقاق الانتخابي في 2019 وهو موعد لم يعد يفصلنا عنه الكثير فبضعة أشهر لا تعتبر شيئا بالمقياس العادي لكن سياسيا هي فترة مهمة يمكن أن تتحقق فيها أشياء وتلغى أشياء أخرى. الصورة الأولى هي التنافس الحزبي وهنا يمكن أن نلحظ خصائص وسمات لكل حزب على حدى فالنهضة تكاد تكون الأكثر اطمئنانا باعتبار ان مخزونها الانتخابي يكاد يكون ثابتا وفق ثوابت ايديولوجية وعقدية فالحركة وان كانت تؤكد كونها حزب مدني وأنها فصلت بين الدين والسياسة أو ما تسميه الدعوي والحزبي الا أن تصنيفها كحزب ذو مرجعية دينية لا يمكن أن يمحى بجرة قلم. بالنسبة للنداء فانه يغلي من الداخل وحالة الغليان هذه جعلته يتآكل ويضعف أكثر فأكثر وان تواصل الوضع على ما هو عليه فان خياراته في انتخابات 2019 ستكون محدودة جدا . بالنسبة للجبهة فهي تعيش معضلة كبيرة تتمثل في رفض القيام بمراجعات ضرورية فرضها الواقع الجديد وهذا ما يؤثر على شعبيتها. حزب آخر ينتظر أن يكون له وزن وهو التيار الديمقراطي لكن عند الامتحان يكرم المرء أو يهان كما يقال. أما بالنسبة للأشخاص فان هناك اسماء تسعى لأن تبرز منها رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد والذي استطاع أن يكسب شعبية وهو ما قد يجعله يبادر بتأسيس حزب يتموقع في المساحات التي يفقدها نداء تونس. الشخصية الأخرى هي راشد الغنوشي والسؤال هنا: هل سيقرر الترشح لمنصب ما وتحديدا رئاسة الجمهورية ؟ هذا الخيار نستبعده والأغلب أن النهضة ستقرر دعم شخصية ما . هناك أيضا أسماء ستكون حاضرة في المنافسة مثل مهدي جمعة ومحمد عبو والمنصف المرزوقي . محمد عبد المؤمن