في كل الأنظمة الديمقراطية يتم ايلاء المنافسة بين الأحزاب والشخصيات الأهمية الكبرى وأحد مظاهر الاهتمام هو عمليات سبر الآراء أو استطلاعات الرأي فهي مقياس ومعيار للشعبية وعليها يتم وضع آلية الحملات الانتخابية في تونس لم نخرج عن هذه القاعدة أي السعي للترويج للصورة ان كانت لحزب أو لقيادات في هذه الأحزاب ما يحصل اليوم من "صراع" بين حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد والذي تحول في الفترة الأخيرة الى خلاف بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية أي بين قرطاج والقصبة كما يقال هو أمر عادي لكن ما ليس عاديا أن هذا الصراع المحموم من أجل الوصول للسلطة أو المحافظة عليها لم تسر معه بشكل مواز انجازات وبرامج تقدم للناخب أي الشعب فعنوان كامل المرحلة هو الفشل بما في ذلك أداء رئيس الحكومة الحالي وحكومته فالإنجازات تكاد تكون مفقودة والأمر نفسه للرئاسة فلا انجازات تذكر بل الجميع في الفشل سواء ومع ذلك فان استطلاعات الرأي تحدد من له شعبية أكثر من الآخر والجميع هنا "يلعب" على الصورة والترويج و يستثمر الأحداث بلا انجازات فمثلا أداء الشاهد لم يختلف عن أداء من قبله ومظاهر الفشل هي ذاتها ونقصد هنا أساسا اقتصاديا واجتماعيا بل حتى المعضلات التي كان من المفترض حلها وهي ترتيبية أساسا لم تحل على غرار بعث المحكمة الدستورية والهيئات المستقلة المتبقية الى درجة أننا نتعامل مع حكومات تصريف أعمال محمد عبد المؤمن