اتسم الخطاب الجديد للتيار الديمقراطي الذي أسسه محمد عبو بالتصعيد الشديد ضد حركة النهضة وهي سمة لم تكن موجودة قبل أشهر قليلة فصحيح أن الرابط بينهما كان متينا ضمن الترويكا وهنا نتحدث عن القيادات التي كانت في حزب المؤتمر ثم انفصلت عنه وخاصة محمد وسامية عبو الا أننا لم نلحظ تصعيدا ضد بعضهما بل بقيت العلاقات شبه طبيعية أي أنهما كانا يختلفان لكنهما يضعان احتمالا لتقارب جديد. لكن في الفترة الأخيرة صرنا نسمع تصعيدا شديدا جدا من قبل قيادات التيار وصلت في بعض الأحيان الى مستوى تصعيد الجبهة الشعبية فلماذا؟ السبب الأول هو أن التيار الديمقراطي صار يضع نفسه ضمن الأحزاب الكبرى شعبيا وما زكى هذا استطلاعات الرأي التي أعطته شعبية مقبولة بل وجعلت احدى قادته ونقصد هنا سامية عبو في المرتبة الأولى . الثاني أن هذا الحزب لا يعول كثيرا على احتمالية جذب أصوات قواعد النهضة لأنه يدرك كونهم لا يغيرون توجههم بسهولة لأن ما يربطهم بحركتهم هو الايديولوجية والتوجه. السبب الثالث أن التيار يتموقع ضمن يسار الوسط واليسار والاسلاميون لا يتقابلون سياسيا . لكن مع هذا علينا أن نتساءل: هل أن اظهار العداء للنهضة سيفيد التيار؟ قد تكونت له فائدة من ناجية اجتذاب أصوات جزء هام ممن صوتوا في الانتخابات الأخيرة لصالح نداء تونس والذين قرروا عدم التصويت له مجددا خاصة وأن الحزب على وشك الانهيار لكن كل هذا يبقى غير مؤكد خاصة ان بادر الشاهد بتأسيس حزب جديد. محمد عبد المؤمن