بلجيكا تعيش الآن فضيحةً كُبرَى، رُبّما تَكون قِمّة جبل الثَّلج، عُنوانها اختِفاء حواليّ 10 مِليارات يورو مِن أموال الدولة الليبيّة المُودَعة في زَمنِ العقيد الراحل معمر القذافي، مِن مجموع 14 مِليار دولار كانَت مُودَعةً في أربعةِ بُنوكٍ بلجيكيّةٍ. النائب العام البلجيكيّ طالب بفَتحِ تَحقيقٍ رَسميٍّ حول اختفاءِ هَذهِ المِليارات، والجِهات التي استولَت عليها، كما بادَرت الأُمم المتحدة بالخُطوةِ نَفسِها، ولكن جِهات أمريكيّة تُريد عَرقَلة هَذهِ التَّحقيقات حتّى لا تتكشَّف أسماء عُملائِها الذين لَعِبوا دَوْرًا رَئيسيًّا في “الثَّورة” الليبيّة، لتَنفيذِ مُخطَّط الانتقام من ليبيا، وتَهيِئَةِ المَجال لتَدخُّل حِلف “الناتو” وتغيير النِّظام، وإعدام رئيسه بطريقةٍ دمويّةٍ بَشِعَةٍ. التَّحقيقات الأوّليّة التي كَشَفَت عن بَعضِ تفاصيلها صُحُف وقنوات تلفزيونيّة بلجيكيّة تُؤكِّد أن بعض هَذهِ المِليارات ذهبت إلى جَماعاتٍ مُسلَّحةٍ مُتطرِّفةٍ لَعِبَت دَوْرًا كبيرًا في إطاحَة النظام الليبي، وإلى شخصيّاتٍ سياسيّةٍ كَبيرةٍ وتُجّار سِلاح، بَل وعِصابات الاتِّجار بالبَشر، والنَّقلِ غير القانونيّ للمُهاجِرين.