الأزمة التي تمر بها حركة النهضة حاليا والمرتبطة بما سمي الجهاز السري يمكن ارجاعها في أصلها الى ملفات أخرجت أو تم الحصول عليها أي بلغتنا الشعبية "جبدان دوسيات" فشبهة تورط مصطفى خذر في اغتيال البراهمي وبلعيد وفق ما تم توجيه الاتهام اليه من قبل القضاء لم يكن ليحصل لولا وثائق قدمت من قبل هيئة الدفاع عن الشهيدين .والأمر لم يقف هنا بل أن الهيئة ومن ورائها الجبهة الشعبية تهدد بالكشف عن وثائق جديدة وبالتالي ملفات جديدة. هنا من الضروري التساؤل عن مصدر أو مصادر المعلومات والوثائق بالتالي الملفات وهو أمر بقي معلقا. الأمر لم يقف هنا فكثير من السياسيين في كل مرة يطلقون تهديدات كونهم يمتلكون ملفات تورط البعض من سياسيين وغيرهم وأنهم سيخرجونها في الوقت المناسب بل أن قياديين في النهضة نفسها تحدثوا في بعض المناسبات بل وهددوا هم أيضا بملفات والمصطلح المستخدم كان "دوسيات". من هنا فان المشهد الحزبي والسياسي قائم في جزء منه على التهديد والتهديد المضاد فهذا يؤكد كونه يمتلك ملفات تورط أشخاصا والرد من الطرف الآخر نحن أيضا نمتلك ملفات حتى صارت "حرب دوسيات" بقي بينها الرأي العام ضائعا حائرا من يصدق ومن لا يصدق. لكن هل هذا الوضع طبيعي؟ بالتأكيد هو ليس طبيعيا فالأصل أن المنافسة السياسية والحزبية تكون على أساس برامج ومشاريع وأفكار لا بالتهديدات والفضائح ولغة ان فضحتني أفضحك وان أخرجت ملفاتك أخرجت ملفاتي. محمد عبد المؤمن