عثرت خلية تشويه القطريين الإحترافية الدحلانية الناشطة في باريس على صيد ثمين يتمثل في تضخيم ملف بسيط وضرب العلاقات التونسيةالقطرية على أيدي وجوه إعلامية تونسية أصبح التونسيون يرونها ويسمعونها كل ليلة في قنوات معروفة حتى ملوها وحفظوا مواويلها المكررة، لأن هؤلاء المباعين يبحثون عن أية فرصة للإساءة لقطر وتركيا في أي موضوع مطروح للنقاش… وأنا أتفهم "ظروفهم المادية" لأنهم مضطرون لتقديم كشف أسبوعي لخلية باريس الدحلانية عما (فبركوه) من أكاذيب ضد قطر وتركيا والكذبة الأخيرة هي حكاية ما سموه (اعتداء قطري على البيئة الصحراوية التونسية وقنص الطيور وصيدالغزلان وهي حيوانات محمية)! هذا الباطل الذي أريد به باطل فنّده في حينه أهالي توزر تلك الواحة الرائعة في الجنوب التونسي وتلك المدينة الصاعدة والصامدة في وجه التصحر ونددوا في وسائل الإعلام وخاصة على أمواج إذاعة قفصة بما سموه البهتان للإساءة لا إلى قطر فحسب بل الى توزر التي تعد من الولايات المهمشمة والمنسية منذ الإستقلال لأن العلاقات التونسيةالقطرية ترتكز في ولاية توزر على واقع التعاون الحقيقي والميداني و الملموس بين الشعبين من خلال تشييد أكبر منتجع سياحي صحراوي في واحة توزر على أيدي شركة «الديار القطرية»، وقد شرعت الشركة في إنجازه حينما كنت أنا سفيرا للجمهورية التونسية لدى دولة قطر أتابع مع مسؤولي شركة الديار هذا الملف وهو مستمر الى اليوم بل على وشك الإنتهاء وستبلغ تكاليفه الجملية بعد إتمام كل مراحل المشروع الضخم حوالي مليار دولار وهو يشغل عديد الكفاءات الهندسية و المقاولين من ولاية توزر في إنجاز مراحله كما سيشغل العديد من أبناء الولاية و كوادرها حين يكون جاهزا عن قريب. وبالطبع هذا المشروع الناجح لا يبرر أي مس بالبيئة بل هنا تكمن الفرية لأن أغلب الصور المنشورة بقصد إثارة الرأي العام التونسي ضد قطر هي صور إماراتيين في أماكن صحراوية خارج تونس و صور مجلوبة من مواقع أنترنت لا صلة لها بمواطنين قطريين وأفاد أبناء توزر أن الشركة القطرية (الديار) قامت من تلقاء نفسها ببناء مدرسة و ساهمت في إتمام مستشفى الحامة كما شيدت عشرين مسكنا لبعض مواطني توزر و شاركت في إصلاح و تعبيد إحدى الطرقات الصحراوية وكلها محيطة بالمنتجع و تمثل حاضنته البنيوية و الإجتماعية و البيئية. و نصح أهالي توزر أصدقاءهم المؤمنين عن حسن نية بحماية البيئة أن يعتنوا بملف وادي (القويفلة) وهو يعاني من التلوث و أصبح مصب مواد خطيرة تضر بصحة أهالي توزر! وأتذكر شخصيا بعض الأحاديث التي أتيحت لي كسفير لبلادي مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر حينما كان رئيسا للحكومة و وزيرا للخارجية القطرية فكان يصر على توجيه كل العناية لواحة توزر قائلا لي عديد المرات بأنه يعتقد جازما أن توزر لا تقل أهمية عن مدينة و واحة مراكش في المملكة المغربية و أن مراكش تحولت إلى وجهة سياحية عالمية مشهورة و أن توزر توأمتها التونسية يكاد لا يسمع بها السائح الباحث عن مفاتن الصحراء و جمالها و هدوئها و صحة مناخها وهذا ظلم لتوزر حسب رأي الشيخ حمد بن جاسم وهو الذي أصر أن ندرج مشروع منتجع توزر والإستثمار القطري فيه في طليعة جدول أعمالنا ضمن اللجنة العليا التونسيةالقطرية التي إنعقدت في تونس في ديسمبر 2010 بإشراف رئيس الحكومة التونسية السيد محمد الغنوشي و رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أنذاك. ثم إن اللغط الذي أثاره المتربصون المحترفون هذه الأيام حول ما ادعوه من امتلاك قطر لمحمية طبيعية في الجنوب التونسي لا أساس له من الدقة إنطلاقا من تأويل مدلس لحديث الزميل د.على الهيل على قناة (فرنسا 24) فالأمر يتعلق بترخيص حصل عليه هواة القنص من السلطات التونسية بقصد تربية أنواع من الحبارى يجلبها هؤلاء الصيادين من الخارج و إمكانية صيد ما يتاح منها فلا يتضرر أي طائر حبارى موجود في الصحراء التونسية بل يزيد عدد هذه الطيور في البيئة التونسية ولا ينقص وهي طريقة معمول بها مع بلدان عربية جارة لنا أو مشرقية تربح هي أيضا من هذه التقنيات الحديثة التي تحافظ على البيئة و لا تسيء لها لأنها تنشأ المحميات وتزودها بالصيد. إن العلاقات بين تونس و قطر قديمة وراسخة ولن يدنسها أولئك الناشطون في "مركز دراسات مزعوم" مدلس موله محمد دحلان وأهدى لرئيسه المدلس سيارة مرسديس سوداء وأجر له شقة في الدائرة 16 في باريس تحتوي على مكتب وغرفة نوم !!! مهمته القذرة تنظيم ندوات حول.....الإستثمارات القطرية في فرنسا! أو دور قطر في تفريخ الإرهاب و الفاشية الإسلامية !! وهي ترهات أصبحت مردودة على التكتل الرباعي المحاصر لقطر و وصمة عار في تاريخهم و لم تتناقلها أية وسيلة إعلام غربية.