ناس بكري قالوا الخوف على تونس من اولادها واشبالها ، ويزداد الخوف خوفا حين نرى ونشاهد المشرفين على المشهد الاعلامي في خضرائنا كيف صحروه وسلبوا منه لب الحضارة واسقطوه في مستنقعات العهر والتفاهة من وراء سياسة تبدو ممنهجة للقضاء على قيمنا و تبديد معالم البناء الاسري والغوص في تبليد الفكر التونسي والايتاء في الخفاء والعلن على مباهج مستقبل جيلنا القادم. طوفان المشهد الفضائي قد يدفعنا الى نشر حكمة – الجمهور عايز كده – في مشاهدة النصف الفارغ لكأس المشاهدة اليومية لكثير قنواتنا التلفزية ونصف الكاس الاخر يتململ بما حوى من بعض قطرات الشفاء والردع والاحتكام الى العقل والتعقل ولكن قليل الاحتشام الذي تعودت عليه عائلاتنا المحافظة قد بدأ يغير علاماته نحو الاسوإ ومرد ذلك كثير المنشطين والمنشطات في اختصاصات جديدة عنا وعن مشهدنا السياسي والاعلامي ففي السياسة نراهم في كثير الاحيان يثورون لابسط الاشياء من اجل التميز الفارغ او السبق المعتل الى وهم الحل لاننا نرى ان تعدد الاحزاب هدّ فينا الطموح والمنطق والعروبة والصواب وبرامج كثير قنواتنا اصبحت غلتها الفراغات الادبية والفكرية والسلبيات المنحطة في كثير الاوقات وارى ان بعض المنشطين قد حادوا عن الجادة التي انطلقوا بها في اول مسيرتهم ثم سرعان ما غيروها 360 درجة بعدما احسوا بالطرائد قد وقعت في شراك وحبال الاستفزاز والعهر والتسويق الى انحطاط الاخلاق والاذواق ولا اخفي عليكم ان بعض ربات البيوت قد انقدن وراء هذا التيار السلبي والمكائدي وقد بدأن يجررن البعض من جيلنا المراهق وبما ان السلطة الابوية قد ذابت في كثير بيوتنا التونسية عرفنا بابا جديدا من ابواب التدني الذوقي في فلسفة المشهد الاعلامي واهمس في الختام بالقول :وشهد شاهد من اهل المشهد السمعي البصري التونسي اذ "علق المنشط التلفزي معز بن غربية على حضور نجلاء التونسية في برنامج «فكرة سامي الفهري» الأسبوع الفارط على قناة الحوار التونسي، معتبرا أن «التلفزة ليست للضيوف الموجودين حاليا … وليست ايحاءات جنسية وكلام لا تقبله العائلة» على حد قوله… وأضاف بن غربية في مداخلة هاتفية على إذاعة «راديو ماد» بالقول: لا اعرف بأي شكل تمت دعوة التي تسمى نجلاء التي لا أعلم صفتها فنانة استعراضية أو راقصة كباريه أو بأي صفة تمت دعوتها في برنامج تلفزي»؟.. وتابع بالقول: «نستطيع جلب الاشهار دون النزول إلى ما هو أكثر من الحضيض … وما يحصل اليوم في بعض التلفزات فضيحة” وأضاف “نسب المشاهدة لا تعني أن البرنامج جيد"