لم يلعب أي دور سياسي قبل الثورة ، و لم ينخرط يوما في اي شكل من اشكال النضال ضد الاستبداد و الدكتاتورية . ثم بعد الثورة ، و كساءر الناشطين السياسيين و المتابعين ، فقد عبر عن مواقف شخصية في عدد من القضايا الوطنية ، لم يكن الأول و لا الأخير في التعبير عنها . رؤية سياسية و برنامج غير واقعي و لا عملي لانتخابات تنطلق من القاعدة لتصل الى القمة ، إضافة لانعدام الخبرة السياسية على الاقل في مستوى الممارسة ، و اسلوب في الخطابة و الحديث بعربية فصحى و بنبرة لا يتماشى مع عادات و عرف الغالبية الساحقة للتونسيات و التونسيين ، ...كلها عوامل تجعل من السيد قيس سعيد مرشحا اكثر من عادي ،فقط, قد أتى في ظرف تدنت فيه الثقة في الاحزاب السياسية لادنى مستوياتها . و حتى نعطي كل ذي حق حقه ، فانه لا مجال على سبيل المثال للمقارنة بين المناضل و الحقوقي و المفكر و السياسي : المنصف المرزوقي و الذي بالمناسبة لست من اتباعه أو مريديه و بين المبتدء في السياسة قيس سعيد الذي اخشى عليه ان يوظف كارنب سباق من دون أن يشعر ، يتعب المنافسين و لكنه لا يصل ابدا لخط النهاية . على كل حال ، فحزب مثل حركة النهضة ، لم يكتفي بالفرجة على ما يحدث و قام عبر تصريح قياديه عبد اللطيف المكي بالقاء الكرة في ملعب السيد قيس سعيد ، فان رحب أو سكت الأخير عن دعم النهضة ، حسب عليها مع تحمله للتبعات المحتملة و ان هو رفض ، خسر تعاطف قواعدها ، في مناورة سياسية كما نقول في لغتنا العامية :" متاع معلمية " ، تركت عبر استعمال عبارة "قد" كل الاحتمالات متاحة للنهضة في تاكيد الدعم أو التراجع عنه .
احرى و أولى اذا بقواعد النهضة على سبيل الذكر لا الحصر ، ان تساند المنصف المرزوقي قبل السيد قيس سعيد و الذي اعتبره شخصيا مبتدءا و مراهقا سياسيا لم يبلغ بعد مرحلة النضج السياسي المؤهلة لتحمل منصب رءاسة الجمهورية . و تبقى الاحزاب أحب من أحب و كره من كره ، هي ركيزة العمل السياسي صلب الانظمة الديموقراطية ، و لكن تحدث احيانا بعض الفرقعات أو الفلتات الفردية لن تلبث ان تنضبط في نهاية المطاف لقانون الماكينات .
في الأخير ، و لو ان المسالة ثانوية بالنسبة لي ، و لكن لا باس من طلب توضيح من المعني بالامر حول درجة شهادته العلمية حتى لا يقع الناس في الخطأ و يطلقون على سبيل المثال صفة دكتور في غير محلها .