ليس معناه ان يكون مهادنا أو مطبعا مع الفساد أو العمالة أو التجاوزات ، كما ليس الهدف منه الغاء الاختلافات او التوجهات ، بل استجابة لقانون انتخابي لا يمكن ان يفرز اغلبية صريحة قادرة على الحكم بمفردها و رفقا ببلد يحتاج للحد الادنى من التعايش و التعاون على الصعيدين الداخلي و الخارجي حتى يجتاز مرحلة الانتقال الديموقراطي باخف الاضرار و يستكمل بناء مؤسساته الدستورية بنجاح أن نلعن فرنسا و أمريكا و تركيا و قطر و السعودية و الامارات ...و ان نطالب بتاميم ثرواتنا الطبيعية و ان نطرب لشعارات قطع دابر الفساد و اقتلاعه من جذوره ، فذلك أمر ، اما ان نتحلى بالواقعية و نستحضر ان السياسة هي فن الممكن ، فذلك أمر اخر يتطلب حكمة و تجربة و رصانة لا يمكن الاستغناء عنها عند تقلد المناصب العليا و تسيير الدول تونس شئنا أم ابينا بلد صغير ،رغم تاريخه العريق و اضافاته الفكرية و الثقافية و الحضارية، يتحرك في محيط اقليمي و دولي ليس بالضرورة مؤيد و مشجع لتجربتنا الديموقراطية الراءدة و الفتية ، يستوجب منا الحذر و التيقظ . تونس اليوم في حاجة أكيدة لصوت الحكمة أكثر منها شعارات رنانة لن ينجح مرددوها في تكريسها على أرض الواقع و هم أول العارفين . ناشط سياسي مستقل