لباقة ، اخلاق، رفعة ، طيبة، إنسانية ، كرم ، عطف ، نزاهة ، امانة ، جرءة ، اقدام ، وطنية و اممية ان لزم الأمر ... و غير ذلك من الصفات الراءعة و الراقية إضافة للبرامج الثرية و المتنوعة و الشاملة . تقريبا هذا ما يعلنه جل السياسيين في العالم من اجل تسويق صورتهم لدى الراي العام في محاولة لكسب الاصوات الانتخابية و التربع على عرش السلطة أما ما لا يعلنه غالبية الاخيرين و ما يحرصون بشدة على اخفاءه فهم الجهات أو اللوببات التي تدعمهم و تقف وراءهم من اجل هدف أساسي متعلق بخدمة مصالحهم الضيقة و ان تضاربت مع المصلحة العليا للوطن و الشعب . السياسة في نهاية المطاف هي لعبة و صراع مصالح بين الدول و صلبها و هي كما القانون تحتاج لقوة مادية من اجل تكريسها على أرض الواقع ، و هنا بالضبط يتدخل و يسعى المفسدون و النافذون الداخليون و الخارجيون من اجل التاثير و التوجيه و التحكم في مالات الامور في ديموقراطيات و ان كانت تونسية ناشئة، يلعب الاعلام و التنافس السياسي ، دورا اساسيا و محوريا في كشف ماوراء الستار من برامج و مخططات لا علاقة لها من بعيد أو قريب بالوعود المقدمة في الحملات الانتخابية كما يساهم تعدد و تلاحق المواعيد الانتخابية و مضي التجربة الديموقراطية قدما في مراكمة الوعي السياسي الشعبي و بالتالي قدرة الناخب على التمييز بين الغث و السمين ، علما و انه لا مثالية في عالم السياسة ، حتى في اعرق البلدان الديموقراطية .