المسالة مؤكدة علميا و طبيا ، اذ يسبب الكبت و عدم تلبية الرغبات و الغريزة الجنسية حالة من التشنج العصبي و التوتر الجسدي و النفسي ، تجعل صاحبها تحت ضغط دائم و حتى احباط و قلق مزمنان ، يمكن ان يتبلورا في اشكال عنيفة متعددة لا يعلم مرتكبوها في غالب الأحيان اسبابها العميقة و الجذرية . يجيب البعض بأن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ، متاحة و ممكنة في أي مكان و زمان بكل بساطة و سهولة ، و في ذلك تعميم اعتبره مجانبا للواقع و الصواب ، فمن ناحية لا يمكننا نفي وجود نسبة كبيرة من الأشخاص المتدينين من الجنسين ممن يرفضون السقوط في العلاقات المحرمة مهما كانت الرغبات و المغريات و من ناحية أخرى فلا يمكن انكار وجود مناطق عديدة في تونس لاتزال محافظة باتم معنى الكلمة و لايجرؤ اهلها على ارتكاب المعاصي و خصوصاً التي تمس من الشرف . في نفس السياق ، فحتى الاماكن التي يمكن ارتيادها من اجل المتعة الجنسية، فالامر في غالب الأحيان بمقابل مادي لا يقدر عليه الكثيرون لمرة واحدة فما بالك بما تقتضيه الضرورة الطبيعية البشرية من تكرار على طول العام على عكس غريزة الحيوان . في المقابل، لن أتحدث عن المتزوجين المكبوتين نتيجة اسباب معقدة و مركبة داخلية و خارجية يتوجب تناولها بعقلانية و جراة .
و يبقى أفضل الحلول في راءي ، في الزواج الذي أحله الله لأنه إضافة لتلبيته الرغبة الجنسية بصفة متواصلة و متكررة فأنه يضيف المودة و الرحمة لتكون اللذة اقوى و أجمل و أرقى . أما العراقيل امام الزواج فهي اساسا على مستوى العقلية و خصوصاً و بدون تجني عند عديد الفتيات اللاتي يبحثن عن الماديات اكثر من اخلاق الرجل و شهامته ، فبقيت الفتاة عانسة و بقي الرجل اعزبا و في أحياناً كثيرة مكبوتا و لا يعرف من اللذة سواء جانبها الجنسي في افضل الاحوال . نعم صدق رسول الله عندما حض على الزواج و شجع عليه و من يعلم اكثر منه مالات الامور و عواقبها . يقول عليه الصلاة و السلام : "اذا خطب اليكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه، الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض "