كثير من التونسيين والتونسيات لايعرفون شيأ عن أبي الحسن الشاذلي سوى أنه رجل ولي صالح صاحب كرامات وصاحب طريقة تصوف لذلك يحرصون على التبرك به والتوسل به إلى الله لقضاء الحاجات وبعضهم يزورون مغارته التي كان يتعبد فيها وقد وجدت من كان يتصور أنه دفن فيها لذلك ومن باب التقدير لأبي الحسن الشاذلي في جهاده وعلمه رأيت أن أكتب هذه السطور عن سيرته ليعلم من لا يعلم ويعرف كيف يرى وينظر إلى هذا الرجل ولد أبو الحسن الشاذلي بالمغرب في أواخر القرن السادس الهجري وتوفي ودفن بمصر في منتصف القرن السابع الهجري ،عاش في تونس سنوات وفيها تفقه وأنشأ الطريقة الشاذلية التي تربي أتباعها على قوة الإيمان بالله والعمل الصالح لما انتقل إلى مصر التقى بنخبة كبيرة من العلماء منهم (سلطان العلماء العز ابن عبد السلام ،وتقي الدين ابن دقيق العيد ) فأكرموه وقدروه ،وما كان منهم ذلك إلا لغزارة علمه ولما غزا الصليبيون مصر بقيادة لويس التاسع ،وتركزت الحرب على المنصورة نادى ابو الحسن الشاذلي للجهاد ،ودعا العلماء للخروج تقوية للمجاهدين فخرجوا وخرج معهم ،ولم يلزم بيتا ولا مغارة يسبح فيها ويطلب النصر من الله على الأعداء هذه السيرة -في نظري -هي التي يجب أن تعرف ويجب أن تدرس للعبرة وللاقتداء بالرجل العالم المجاهد أبي الحسن الشاذلي ،فهي أولى من التغني به والبحث عن كراماته حتى ينظر إليه كما ينظر المؤرخون لسلطان العلماء العز ابن عبد السلام. ولقد نشرت منذ سنوات مقالا في مجلة (بثينة ) قدرت فيها جهاده رحمه الله