علق رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير على القضية التي رفعها ماهر زيد رئيس منظمة مكافحة الفساد ضد بسمة الخلفاوي طليقة المرحوم شكري بلعيد والتي أعاد بها ملف اغتياله إلى صدارة الاحداث الاعلامية والسياسية والقضائية حيث نظرت مؤخرا الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في جرائم الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس في الشكاية التي تقدم بها ماهر زيد بعد أن وجه مساعد وكيل الجمهورية للمعنية بالأمر تهمة إخفاء مؤيدات في ملف شكري بلعيد والمشاركة في القتل وذلك على خلفية تحوزها على هاتف جوال المرحوم وإخفائه وعدم تقديمه للقضاء قبل أن تقوم المحكمة بتأجيل النظر في هذه الدعوى القضائية إلى وقت لاحق. قال رضا بلحاج تعليقا على هذه التطورات الجديدة التي برزت في ملف اغتيال شكري بلعيد بعد أن تحولت أصابع الاتهام إلى أحد المقريين منه " إن الصورة اليوم قد اتضحت بعد تقديم هذه الدعوى التي تعهد بها القضاء وهي دعوى جدية للوقوف على من يستثمر في الأحداث ومن يجني نتائج ما يحصل ومن هو المسؤول الحقيقي عن الارهاب الذي حصل في البلاد. لقد تواترت الأدلة بل والقرائن وأصبح الأمر بالوضوح الذي جعله على قارعة الطريق من دون حاجة إلى تخريجات او استنتاجات ، لقد اتضح اليوم بعد هذه القضية الجديدة التي تعهد بها القضاء بأن هناك جهة مارست الاغتيال وأن هذه الجهة التي استفادت منه كانت خارج الحياة السياسية ولكنها بفعل ما حصل من اغتيال فقد استحوذت على البلاد بالكامل وتملكت بها . وهنا علينا أن نتذكر ما قاله بشر الشابي محامي مصطفى خذر في أول ظهور إعلامي له : إن من جملة الوثائق التي بحوزة هيئة الدفاع على الشهيدين بلعيد والبراهمي والتي يعتمدون عليها في ادعائهم وجود جهاز سري تابع لحركة النهضة وفي موضوع الغرفة السوداء بوزارة الداخلية، وثيقة تحدثت عنها هيئة الدفاع تتضمن معلومة في غاية الدقة والأهمية تتمثل في تسلم سياسي معروف قريب من الجبهة مبلغ 300 مليون ليتولى تكليف شخص آخر بمهمة قذرة وهي اغتيال شكري بلعيد وتم الأمر بالتنسيق مع شخصية سياسية معروفة جدا ومتهمة بوقوفها وراء كل الاحداث التي عرفتها البلاد بعد الثورة ." يضيف رضا بلحاج في تعليقه فيقول " أنا لست خبيرا أمنيا ولكن الأمر لا يستحق معرفة أمنية كبيرة حتى نتبين ما حصل فإذا أضفنا إلى ما جاء في الاتهام الأخير الموجه إلى طليقة شكري بلعيد من تعمد اخفائها لهاتفه الجوال و المكالمتين الهاتفيتين اللتين أجراهما سائق شكري بلعيد مع جهة إماراتية قبل اغتياله وبعد ، بثوان والتي تم انكارهما في البداية قبل أن يتم الاعتراف بهما تحت ضغط المحامي والتي اضطرت السائق أن يعترف أنه اجرى مكالمتين هاتفيتين ولكن كان قد أجراهما مع جهة إعلامية اجنبية نكون أمام فرضية أخرى للاغتيال فلماذا لا يتحدثون عن هذه الجزئية ؟ ولماذا لا يطلعوننا عن فحوى المكالمة التي أجراها السائق مع هذه الجهة الاعلامية التي يدعون ؟ و لماذا لا يخبروننا عن حقيقة الدور الذي قام به السائق في هذه الحادثة ؟ وكيف يمكن لسائق أن يتحدث مع جهة إعلامية أجنبية بعد دقائق من اغتيال شكري بلعيد ؟ هذه تفاصيل صغيرة ولكنها مهمة ومؤثرة ولا يمكن أن نتغافل عنها ونحن نبحث عن من كان وراء الاغتيال. وينهي رضا بلجاج تعليقه على هذا المستجد في ملف اغتيال شكري بلعيد بالقول " هناك معطى آخر مهم في تفكيك عملية الاغتيال التي تعرض لها بلعيد يضاف إلى المعطيات الجديدة التي قدمها ماهر زيد وهي أن شكري بلعيد كان في المساء الذي سبق اغتياله حاضرا في حصة حوارية على قناة نسمة وكنت مدعوا معه ولكن التزامات مهنية حالت دوني والحضور وبعد أن انتهت الحصة كان من المفترض أن يعود شكري بلعيد الى بيت والديه باعتبار أن بسمة الخلفاوي لم تعد زوجته بعد أن حصل بينهما الطلاق ولكن جاءته مكالمة حولت وجهته إلى بيت طليقته حيث أنه من المعلوم لدى الجميع أنه بعد الطلاق لم يعد ينام عندها فمن حول وجهته ليلتها ؟ من كان وراء عملية الاغتيال قد أعد جيدا مسرح الاغتيال وأعد كل التفاصيل والسؤال هنا من استدرج شكري بلعيد إلى بيت طليقته في تلك الليلة وفي ذاك التوقيت ؟ هذه أسئلة دقيقة وجزئيات مهمة في ملف الاغتيال وهي معطيات الكشف عنها قد يقلب كل المعادلة ويذهب بملف الاغتيال إلى وجهة أخرى لا تريدها هيئة الدفاع عن الشهيدين التي تعمل جاهدة على ابعاد الرأي العام عن مجرد التفكير فيها .. لقد بان جليا أن الجماعة قد ضحوا بأقرب الناس إليهم ، إنهم مجرمون وقتلة وهنا أحمل المسؤولية للنيابة العمومية أن تجلي كل هذه المعطيات الدقيقة حتى نكشف حقيقة الجهة التي تقف وراء الاغتيال .. لدي معلومات مؤكدة تفيد أن بسمة الخلفاوي قد سارعت بعد تقديم القضية من طرف ماهر زيد بالاتصال بحمه الهمامي وأعلمته بانكشاف كل شيء كما أن رئيس الدولة الباجي قائد السبسي قد سارع هو الآخر ودعا على عجل الشاهد لإطلاعه على الوضع الجديد الذي بات عليه ملف اغتيال شكري بلعيد - حسب مصادره - " في الحقيقة ما جاء على لسان رضا بلحاج من تعليق على المستجد الأخير والمتعلق بالقضية التي رفعها ماهر زيد ضد طليقة شكري بلعيد متهما اياها بإخفاء أدلة عن القضاء من شأنها أن تقلب المعادلة وأن تنير العدالة وأن تذهب بسير القضية في اتجاه مختلف قيمته في كونه يلفت نظر الجميع إلى أن هناك تفاصيل وجزئيات في الملف من الضروري أن نأخذها بكل جدية ونحن نبحث عن الحقيقة وأن هناك معطيات جزئية التغافل عنها قد يحيد بالعدالة عن الوصول إلى حقيقة ما حصل وتفوت عليها فرصة معرفة الفاعل الحقيقي الذي كان وراء عملية الاغتيال . قيمة تعليق رضا بلحاج في كونه يعيد إلى الاذهان جزئيات مهمة ولكن جهة الدفاع عن الشهيدين ترفض الالتفات إليها مثل شهادة الصحفية نادية الفاني والتي رأت من شرفة بيتها التي توجد في نفس العمارة التي تسكن بها طليقة شكري بلعيد كل ما حصل و قالت كلاما نتيجته توجيه أصابع الاتهام الى سائق بلعيد ولكن مع الأسف فان هذه الشاهدة قد تم ارهابها وتخويفها حتى اسكاتها نهائيا ومنذ ذلك اليوم لم نعد نسمع لها خبرا. وكذلك ما قاله المحامي فوزي بن مراد عن توفره على معطيات خطيرة عن وقوف جهة أجنبية وراء عملية اغتيال شكري بلعيد وكلنا يعلم ماذا حصل له بعد هذا التصريح وكيف مات في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها غامضة وهذا الانطباع قد اكدته المحامية ليلى بن دبة التي كانت قريبة من الجبهة الشعبية و على علاقة وطيدة مع فوزي بن مراد ومع زوجته وهي الأخرى تم اسكاتها ولم نعد نسمع لها صوتا بعد أن شككت في موته . هذه معطيات ومعلومات جزئية ولكنها مؤثرة من شأنها أن تفتح إمكانيات أخرى نحو الكشف عن الجهة الضالعة في اغتيال شكري بلعيد وهي فرضيات معقولة تجعل كل الاحتمالات ممكنة وتفرض الاشتغال على أكثر من واجهة لمعرفة القاتل الحقيقي بدل حصر تهمة الاغتيال في جهة وحيدة قد يتضح في الأخير أنها جهة مضللة وطريق خاطئ. فالقضية كما يقول رضا بلحاج لا تتعلق بمجرد تصحيح للتاريخ أو عملية كتابة جديدة للأحداث السياسية وإنما القضية في جوهرها تتعلق بواقعة كانت محددة فيما حصل لحاضر البلاد من تطورات جعلت الثورة تحيد عن مسارها الحقيقي.