لقد تذكرت هذا المثل التونسي القديم ورددته بكل سرعة وبكل سرور وبكل ارتياح او بكل اريحية لما علمت بتلك الكلمات او بذلك التصريح من نوع القنابل الهيدروجنية الذي صدر عن وزير السياحة روني الطرابلسي بصفة مباغتة فجئية لم نعهدها من وزراء كل الحكومات التونسية اذ اخبر واعلن ويا لهول ما اعلن ويا لهول ما اخبر اذ قال ان اطرافا سياسية تونسية واجنبية اكترت ومولت شركة اسرائيلية لتشوه صورة رئيس الحكومة يوسف الشاهد اعلاميا وتكره فيه وتثير وتؤلب عليه التونسيين في كل بيت وفي كل ساحة وفي كل طريق وفي كل ثنية وتدفعهم الى الاطاحة به في اقرب آن وفي اسرع حين بكرة او عشيا نعم هذا ما يفعل بعض او اغلب اعداء وخصوم رئيس الحكومة وهم يدعون في صفنا وفي قنواتنا التلفزية انهم وطنيون وخلصون وصادقون الى الأذقان والى اقصد حد ويحبون البلاد كما لا يحب البلاد احد... والغريب والعجيب انهم يتهمون الشاهد وحكومته بالاستقواء بالأجنبي والتعويل على مال وعلى رجال غير تونسيين للبقاء في الحكم المزيد والمزيد من السنين فماذا سيقولون وكيف سيظهرون اليوم وقد انكشف حالهم وعلاقتهم المشبوهة بشركة من شركات بني اسرائيل الاعلامية وهم يدعون كل صباح وكل مساء ان التعامل مع بني اسرائيل حرام وممنوع باعتبار ان اسرائيل بلاد عدوانية قد اغتصبت ارض فلسطين وقهرت سكانها المسلمين الأصليين...فهل ما زال هؤلاء الخونة وقليلو الحياء و ادعياء الوطنية والنزاهة والاستقلالية سيقولون وسيعلنون انهم ابرياء وصادقون ومخلصون ونزهاء بعد ان كشف حالهم للناس في مثل هذا الوقت المناسب الحساس؟ لقد سقطت اقنعتهم والحمد لله كابشع ما يكون السقوط وظهرت حقيقة كلامهم وحقيقة احوالهم التي يقول عنها عامة التونسيين انها من فصيلة الكلوخ ومن قبيلة البلوط) كما يقولون طاح فيهم ربي الذي توعد بكشف حقائق المنافقين والخائنين الذين يتسترون بحب الوطن وهم اخطر عليه من كل المصائب الأخرى ومن كل المحن...اما عن يوسف الشاهد الذي ثبت بالدليل وبالبرهان انه قد اتهم بالزور والبهتان وان اعداءه حاسديه خونة وابناء واخوان الشيطان فلعله قد قال وردد في نفسه وهو مرتاح البال وقد براه الله تعالى من تهمة الاستقواء بالمال الأجنبي وبالاستناد الى القوى الخارجية وبالخيانة السياسية ذلك القول الذي حفظناه عن اهل الحكمة والصدق في هذه البلاد التونسية(امش بالنية وارقد في الثنية) و ازيد فاقول انني لا اظن ان يوسف الشاهد راقد في الثنية بل انه في اعتقادي يقظ وفائق وواع بما يدور حوله وخلفه من المكائد ولكن ينتظر الوقت المناسب ليتكلم وليناور وليحاسب وربما ينتظر ايضا ان يتولى الله كشف اعدائه وخصومه الحاسدين والحاقدين الذين ثبت اليوم انهم من الكاذبين ومن الخائنين ومن الذين لا يتورعون عن طرق كل الأبواب وانتهاج كل السبل والتفكير في كل الحيل للفوز بالحكم والاستحواذ على الكراسي ناسين ما قاله ذلك الحكيك من قبل (انما الحيلة في ترك الحيل) فيا لها من سياسة ويا له من صراع ويا لها من مصائب ويا لها من ماسي... واسمحوا لي ايها القراء ان اترككم الآن لاستريح بشيء من السكوت بعد ان اتعبت في هذا المقال قلبي وبعد ان اوجعت في كتابته راسي ولم اعمل بتلك النصيحة التي حفظتها في قديم السنوات(خلي عزاها سكات)...