ما ان وضعت السنة الدراسية اوزارها وكشفت للتونسيين اوراقها ونشرت صحفها وباحت باسرارها حتى بادر سي الطبوبي بعد صمت غير طويل عن الكلام او الكلم وهو الذي اصبح اسمه وصورته لدى التلاميذ والأولياء اشهر من نار على علم اقول انه بادر بسرعة قياسية الى التهديد والتحذير والوعيد من جديد بسنة دراسية قادمة تكون صعبة وشائكة وساخنة وصادمة...الم يكن في مقدور سي الطبوبي ان يؤجل هذا التهديد وهذا التحذيروهذا الوعيد بعض الوقت ويعمل كما يقول عامة التونسيين (مروة و مزية) حتى يمنح للتونسيين اولا و لوزارة التربية ثانيا فرصة مؤقتة سنوية يستريحون فيها من سماع نغمات وذبذبات الطلبات الكثيرة التي يرفعها في وجههم من حين الى اخر بصفة متواصلة مستمرة سي الطبوبي قائد وزعيم و(جنرال) جماعة النقابة الثانوية.؟ اليس من حق وزارة التربية يا سي الطبوبي التي رتبت ونظمت وسهرت على انجاح ما عاشه التونسيون من الامتحانات وخرجت منها والحمد لله كما يقول التونسيون (سلمات) ان تسترد انفاسها وان تغسل وتنشر رداءها ولباسها؟ اوليس القائمون عليها بشرا من لحم ودم ويحتاجون الى راحة او هدنة او مهلة مهما كانت قصيرا حتى ينسوا قليلا ما اصابهم في هذه السنة الدراسية الحالية من تعب ومن هم ومن غم ؟ الم يسمع سي الطبوبي بذلك المثل التونسي الذي يردده كثير من التونسيون المتعبون المرهقون مساء وصباحا (حتى ملك الموت يعطي راحة)؟ وعلى كل حال فاننا نرجو من الله تعالى كتونسيين ارهقنا وانزعجنا كثيرا بما وقع في هذه السنة الحالية بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي من صراع ولي ذراع حتى قلنا لهما الاثنين (ماينة والسماح وباع باع) وربما كدنا في بعض الأوقات ان نقول لهما معا(الي صار لنا معكم ما صار قبلنا لاحد) اقول نرجو من الله الا نعود في السنة المقبلة الى ايام ذلك الصراع المرير الذي ازعج الصغير قبل ان يزعج الكبير... وانني اقول واذكر باللسان العربي المبين انني عشت ما شاء الله من السنين تلميذا وطالبا واستاذا في مجال التعليم قبل ان اتركه واودعه يوما في جو مفعم والحمد لله بالتقدير والاحترام والتكريم ولكنني لم اعرف ابدا ولم تمر بي سنة دراسية صعبة فوضوية كالتي عاشها رجال التعليم وتلاميذهم واولياؤهم هذا العام لا اعاده الله ابدا على التعليم فيهذه البلاد التونسية... وعليه فان التونسيين يرجونك بل يتوسلون اليك ياسي الطبوبي ان ترفع في السنة الدراسية القادمة علم وراية و(درابو) الهدنة والسلام وماذا عليك لو تخليت فيها عن الشعرات المطلبية التي تعودت رفعها في سنواتك الفارطة وماذا عليك لوجعلت شعارك فيها (ملك الموت يعطي راحة) حتى تستريح انت اولا بعد تلك الخطب وذلك الصياح التي ارهقت بها نفسك في هذه السنة من الصباح الى المساء ومن المساء الى الصباح وحتى تريح وزارة التربية وتجعلها تنصرف الى مواضيع وبرامج اخرى قد تركتها ونسيتها في خضم الصراع مع نقابة التعليم وحتى يستريح التلاميذ ومعهم الأولياء الذين كثيرا ما قالوا ورددوا فيها و في خضم ما عاشوه من اوضاع تعليمية غريبة عجيبة اصابتهم بالحيرة والصداع وغيره من انواع ومن الوان الألم والتعب(اعطيونا القرطلة وما حاجتناش بالعنب)