اعتبرالإعلامي التونسي،المحلل السياسي ومدير موقع-صوت الضفتين-نزار الجليدي المقيم بفرنسا أن "ما حصل بتونس عقب إعلان وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي،من انتقال سلس للسلطة واعتماد خطابات سياسية مسؤولة من المعارضين قبل المؤيدين، حمل دروسا كثيرة لتونس ولكل العالم وجعل التونسيين يكتشفون أنفسهم من جديد، ويتأكدون من أنهم خطوا خطوات عملاقة وعظيمة في تونس ما بعد الثورة، وفق تقديره،قائلا أنه أصبح على ثقة تامة أن وضع تونس أصبح أفضل بكثير اليوم مما كان عليه قبل الثورة، مضيفا: "ثبت أن التونسيين لا يرتبطون بالأشخاص بقدر ارتباطهم بالدستور والقانون ومؤسسات الدولة.. وبذلك تغلبت إرادة الحياة يوم رحيل "البجبوج" على كل شيء، وذلك إن دل على شيء فهو يدل على أن هناك حالة وعي ونضج كبرى لدى التونسيين سياسيين وشعبا". وأشاد -المحلل السياسي نزار الجليدي- في هذا الإطار،بخطابات المعارضين السياسيين لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي (رحمه الله) التي تميّزت بالمسؤولية وكانت حاملة لرسالة الوحدة الوطنية وتواصل المسار الديمقراطي، قائلا: "كل هذه إشارات إيجابية مثلها مثل وفاة الرئيس في مستشفى عمومي تونسي عكس ما كان قد يحصل في بلدان اخرى يخير رؤساؤها الذهاب للتداوي في مستشفيات أجنبية ثم تستقبل جثامينهم في المطار،وهو قرار يحسب للرئيس الراحل" وذكر قولة شهيرة للفقيد"البجبوج" حين سئل عن تنحيه حيث قال (الفقيد) "عند الله تلتقي الخصوم..." وختم حديثه معي بالقول:" يبقى أن أشير الى أهميّة أن تستخلص المؤسسات الشرعيّة التي ستنبثق عن الانتخابات القادمة،الدروس من هذه التجربة لبناء ديمقراطيّة حقيقيّة بتونس قائمة على القطع نهائيا مع سياسات النظام السابق التي ثبت فشلها قبل الثورة وبعدها،والسعي لتمكين الشعب التونسي من خلال الآليات والمؤسسات الديمقراطيّة من تقرير مصيره وتحديد الخيارات والسياسات التي تخدم مصالحه بالنسبة لكافة الملفات و تحديدا المجالات الإستراتيجيّة الكبرى السياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة. ولا شك ان تحقيق هذا الرهان لن يكون سهلا و سيتطلب نضالات وتضحيات مريرة من الشعب التونسي و قواه الوطنية الحية خاصة في ظل الجهود المحمومة المبذولة و المتوقعة من الاطراف الداخلية و الخارجية ذات المصلحلة في استمرار سياسات التبعية و ارتهان مصالح الشعب التونسي واجهاض تجربته الديمقراطية الناشئة.."أما بخصوص الدستور التونسي أكّد نزار الجليدي أن النص الدستوري كان دقيقا ومحكما ودون ثغرات وهو ما يفسّر الإنتقال السلس للسلطة عقب رحيل فقيد تونس"سي الباجي"مضيفا أنّ بعض الفصول الدستورية الأخرى تخلق كثيرا من الجدل نظرا للثغرات القانونية التي تحويها،عكس الفصول التي تنظم انتقال السلطة في حالة الشغور الدائم أو المؤقت." كما أشار-محدثي-أنّ وجود المحكمة الدستورية كان بإمكانه أن يعطي أكثر دقة لإنتقال السلطة،مضيفا في مقابل ذلك،أنّ غيابها لم يخلق أي إشكال في ظل وجود نص صريح ودقيق.."