لقد تابعت البارحة في احدى الموائد الفضائية او ما يسميه العامة البلاتوات التلفزية نقاشا متعلقا بحقيقة وصدق ما يعرف في مجال الانتخابات بالقائمات المستقلة ومن يسمون انفسهم عامة بالسياسيين المستقلين الذين يريدون ان يقنعوا الناس بانهم لا يميلون سياسيا ولا ايديولوجيا الى ساسة وزعماء تيار اليسار ولا الى ساسة وزعماء تيار اليمين والنتيجة التي انتهى اليها هذا النقاش او هذا الجدل هي ان هذه القائمات المستقلة وهؤلاء الذين يعلنون للناس انهم سياسيون مستقلون انما هم في حقيقة امرهم مختصون و محترفون في عالم الكذب وفي عالم النفاق وفي عالم الدجل... ولقد ذكرني نقاشهم وجدالهم في هذا الموضوع بكاتب او بكويتب من الكتاب يكتب في عالم السياسة واحوال السياسيين في هذه الأيام التي اصبح يصدق في كثير من كتابها وكويتبيها ذلك المثل التونسي المشهور الذي يقول (سود وجهك تولي فحام) ثم يمضي ويختم مقاله بجملة (ناشط سياسي مستقل) بينما الذين يقرؤون مقالاته السياسية لا يرون فيها اي دلالة من دلالات او علامة من علامات او اية من ايات الاستقلال والاستقلالية اوالانفصال والانفصالية بل يرون ان الرجل قد شحذ فكره وقلمه وكشر عن انيابه واسنانه ليطعن في حركة سياسية واحدة معروفة ويسلخها كما يقول التونسيون بابرة و ينتزع ريشها ريشة ريشة وينتف صوفها صوفة بكل فرح وغبطة ومسرة وهو في كل ذلك يتبع ويقتفي ذلك القول التونسي المعلوم المعروف الصادق الحكيم المرموق (الي موش فيك مخلوق نشريهولك من السوق) ... كما انني لا اذكر لهذا الكاتب او هذا الكويتب مع الاسف الذي يدعي الاستقلال والاستقلالية ويرفع شعار الانفصال والانفصالية مقالا واحدا ينقد او ينتقد فيه خصوم واعداء تلك الحركة من بقية الحركات ومن بقية الأحزاب فكيف يصدق استقلاله وانفصاله العقلاء واولو النهى واولو الألباب؟الم ير تشتت وتفتت وتشرذم وتفرقع الجبهة الشعبية؟فلماذا لم يشحذ قلمه وفكره ليكتب ما تجود به قريحته ان استطاعت ان تتقرح وان تتفتح في تحليل هذه المصيبة وهذه البلية؟ الم ير حال حركة وحزب النداء كيف عصفت به العواصف وحلت بداره بوادر التعاسة والشؤم وغيرها من انواع المصائب والبلاء؟ فليت هذا الكاتب او هذا الكويتب ينتبه ويفهم انه لا احد من العقلاء يصدقه فيما يدعيه من استقلالية وانفصالية الانتماء اللهم الا الحمقى والأغبياء الذين اصبحوا لسوء حظه اليوم قلة قليلة في عالم السياسة بين التونسيين بلا جدال ولا مراء فاغلب التونسيين اليوم هم من الشباب وهو يعلم ان الشباب اليوم تصدق فيهم تلك القولة السائرة(يفهمونها وهي طائرة ) وعليه فانني انصح هذا الكاتب او هذا الكويتب بان يعلن عن انتمائه السياسي ولو بغير انخراط او كما يقول التونسيون بغير (كارطة) وليتاكد ان ذلك افضل له من هذا الدجل وهذه المغالطة وليته ايضا يتذكر ذلك المثل الذي يقوله حكماء التونسيون في بيان حال وحقيقة من يريد ان يخفي وجهه ويستر حاله حتى يكذب او يدجل او يموه على من لا يخفى عليهم مقصده وغايته ومبتغاه(من نفقته قد بان عشاه) واخيرا فليعذرني هذا الكويتب ان اثار مقالي الصادق هذا في وجهه النقع والغبار فاني قد عملت جهرا وعلنا ودون حجاب او ستار بقول حكماء التونسيين الذين عاشوا قبلنا واحبوا بصدق هذه الديار (مادواء الفم او(القلم النتن) الا السواك الحار)