الدكتورة ألفة يوسف أو الأستاذة الجامعية ألفة يوسف أو الكاتبة والمفكرة ألفة يوسف هي شخصية غريبة جدا وغير مفهومة .. وهي شخصية معقدة التركيب .. وهي شخصية متوترة وقلقة ومثيرة للكثير من الجدل ومن يختلف معها أكثر ممن هو متفق بسبب مواقفها وآرائها الصادمة التي ترفض أن يناقشها فيها أحد، والتي تقدمها على أنها الحقيقة المطلقة... لذلك كانت ألفة يوسف شخصية نرجسية معجبة بنفسها ومتعالية تعاليا أضر بها كثيرا. نقول هذا الكلام بحق هذه المرأة التي لم تترك شيئا إلا وكرهته باستثناء النظام القديم الذي تنتصر له وتدافع عنه دفاع الهرّة عن أبنائها فهي تكره الاسلاميين وتسميهم ب«الخوانجية» فقط بسبب صراعهم المرير مع النظام القديم وخاصة مع شقه النوفمبري الذي خدمته واستفادت منه .. وهي تكره الثورة التي تنعتها بثورة «البرويطة» في إهانة صريحة لكل من قام بها واستشهد من أجلها.. وتكره منظومة الثورة وتنعتها بالفاشلة وتشهر برموزها وتسخر منهم وكأن وزراء بن علي وكل من كان في خدمته أفضل من السياسيين الحاليين .. وهي تكره الديمقراطية وتكفر بها وتعتبر أن الشعب التونسي لا يستحق إلا حكما تسلطيا ولا يلزم معه إلا الاستبداد وهي بذلك تعمل على استعادة منظومة الديكتاتورية التي ثار عليها الشعب .. وهي تكره الحرية التي تحققت بعد رحيل نظام بن علي والتي ناضل منها أجلها أجيال كثيرة من أجل ارساء نظام حكم ديمقراطي يحقق الاحترام للمواطن ويضمن تطبيق القانون وتوزيع الثروة بين الجميع بالتساوي ويحقق العدالة الاجتماعية بكل أبعادها التي غابت مع النظام القديم وإلى جانب ذلك فهي ترفض الكثير من تعاليم الدين الاسلامي وتعارض العديد من صور التدين التي عاش عليها التونسيون لعقود طويلة من الزمن والتي أصبحت تشكل هويتهم وميزة تدينهم التونسي المالكي المعتدل والمتسامح وآخر الشطحات التي خرجت بها علينا ألفة يوسف كرهها لعيد الأضحى حيث كتبت بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك تدوينة على صفحتها الشخصية على الفايسبوك تقول فيها " أحب كثيرا قصة إبراهيم عليه السلام ورؤياه وإبنه .. لكني لا أحب عيد الاضحى كثيرا فبقدر ما يسعدني عيد الفطر أشعر أن عيد الاضحى لا يؤثر في نفسي ربما هي العادة أو العرف الضروريان اجتماعيا يجعلانني أرجو للجميع عيدا سعيدا .. " هكذا قالت ألفة يوسف عن كرهها لعيد الأضحى فهي تحب عيد الفطر الذي يعقب شعيرة الصيام ولا تحب العيد الذي يتزامن مع مناسك الحج وهي تكرهه وتحب القصة التي كانت وراءه وهي تكرهه ولكنها تحب النبي إبراهيم والذبيح إسماعيل الذي تدور حولهما القصة المشهورة . فكيف نفهم هذه المواقف المتضاربة ؟ ثم لماذا التعبير بلفظ الكره وعدم المحبة والحال أن صفتها كمفكرة تأبى عليها أن تعبر بلفظ الكراهية ؟ وكيف نفهم حديثها المتواصل عن ابن عربي الصوفي وتجلياته الروحانية التي لا تعرف إلا المحبة وأنها تميل الى كل ما هو روحاني وفي نفس الوقت يصدر عنها مشاعر الكره لعبادة من عبادات الاسلام المقدسة التي تجمل الكثير من الروحانيات ؟ كيف يمكن أن نفهم هذا الكلام الغريب من كاتبة تطالب في الكثير من كتابتها أن يتعالى المؤمن عن أدران الدنيا وأن يسمو بأخلاقه إلى ما فوق سفاسف الحياة وأن يحلق عاليا للتماهي مع ايات الله في الكون والآفاق وان نترفع عن القتل وإراقة الدماء وقتل الأبرياء والإضرار بالغير وأن يكون في كل أحواله خيرا مسالما لا يصدر عنه إلا خيرا؟؟ كيف نفهم كل ما كتبته عن اختلاف المعنى في القرآن وأن الصحابة قد اختلفوا في فهم وتفسير وتأويل معاني النص الالهي في كنف المحبة والتسامح والتعايش من دون اقتتال ولا كره وهي اليوم لا تكتب إلا عن كرهها لكل شيء وعدم حبها للكل، ولعلها تكره حتى نفسها التي بين جنبيها... إن شخصا بهذه الافكار وبهذه التصورات وبهذه المشاعر التي تمتلئ كرها وحقدا لا يمكن أن يكون مفيدا للمجتمع ولا يمكن لشخص تأسره أدران الكراهية وأوساخ الحقد أن ينفع الناس ويقدم الاضافة وان يكون قدوة للكثير من الشباب الذي يتلمس طريق المعرفة في النخبة المثقفة التي اتضح اليوم أنها هي سبب نكبة هذه البلاد .. فبعد أن كرهت ألفة يوسف كل شيء وكرهت حتى عيد الاضحى فماذا بقى لها حتى لا تكرهه ؟ ربما مازلت أمور أخرى تكرهها ألفة يوسف لعل مناسبات قادمة تدفعها للتعبير عنها؟!