راشد الغنوشي ولإعتبارات نرجسية و وواقعية ، كان من الداعين لترشيح شخصية من خارج النهضة لرئاسة الجمهورية و لم يكن في ذلك الموقف وحيدا بل مدعوما على الاقل من ثلث اعضاء مجلس شورى الحركة في مقابل ثلث مدافع عن ضرورة ترشيح شخصية من داخل الحركة لاول مرة في تاريخها. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وخصوصا بعد مشاورات مع شخصيات مترشحة اكدت رفضها لأي دعم علني من النهضة قد يقضي على حظوظها في الفوز أو حتى في عبور الدور الأول . بالتوازي ، فان الانقسام الحاد في المواقف داخل الحركة فيما يتعلق بالقائمات التشريعية و بمرشحها للرئاسية في مثل هذا التوقيت الحساس الذي يسبق الانتخابات ، اصبح مهددا بجدية لحظوظ الاخيرة و لوحدتها الداخلية. في لمح البصر ، يضرب الغنوشي عديد العصافير بحجر واحد بقراره اقتراح السيد عبد الفتاح مورو كمرشح نهضاوي للانتخابات الرئاسية: 1 استعادة وحدة الصف الداخلي و تفادي الانقسامات المنذرة هاته المرة بالتصدع و الانشقاق . 2 السيد مورو و بحكم تاريخه و مواقفه تجاه ابناء حركته زمن محنتهم في ظل نظام بن علي ، هو شخصية لا تحظى بتاييد واسع لدى القواعد النهضاوية حتى لا أقول اكثر ، كما ان ترشح شخصيات أخرى مثل المنصف المرزوقي أو حمادي الجبالي على سبيل الذكر لا الحصر ، سيساهم بصفة جدية في تشتيت الاصوات النهضاوية ، ليفشل السيد مورو كما برمج له منذ البداية في المرور للدور الثاني و ليخرج الغنوشي منتصرا و محقا فيما ذهب إليه من معارضة لترشيح شخصية من داخل النهضة ، حرص صهره على تسجيلها و توثيقها لحظات بعد قرار الشورى . 3 ستبقى للنهضة امكانية واسعة للمناورة في الدور الثاني من الرئاسيات ، سينتصر فيها بلا شك موقف الغنوشي و انصاره بعد الفشل الذريع لمعارضيه في الدور الأول . "يا سي مورو كان حاسب روحك تكتاك فان الغنوشي تكتاك اكثر منك " ناشط سياسي مستقل