حينما نفينا عام 86 و استقرينا في باريس بحماية فرنسية كلاجئين منذ سبتمبر 86 تلقيت رسالة بخط يد الرئيس السابق لمحكمة التعقيب و عضو المجلس العالمي للقضاة إبراهيم عبد الباقي كلها تعاطف معي وهو من هو في تراتبية القضاء العليا و قد أرجع لي بهذه الرسالة ما كنت قمت به معه من مساندة حين عزل من منصبه بسبب حكم عادل صدر عنه ضد أحد أقرباء صديقي محمد مزالي رحمهما الله و قلت لمزالي وهو وزير أول لقد غالطوك في إتهام الرئيس ابراهيم عبد الباقي ثم أثناء تواجدنا في المنفى معا نشرت هذه الحادثة في كتابي (ذكريات من السلطة الى المنفى و قرأه مزالي عام 2004 و لم يعترض على ما قلته. ومن جهة أخرى كان يزورنا في المنفى وزير العدل الأسبق القاضي الفاضل رضا بن علي الذي كان أيضا في أعلى مناصب القضاء وعبر لنا عن ندمه لقبول وزارة العدل وكان شجاعا يتجرأ على زيارتنا في منفانا الفرنسي وهو يعلم أن عيون نوفمبر تراقبنا وتسجل بالصورة كل من يزورنا. هذان رجلان استثنائيان تركا لدى من عرفهما بصمات أمانة ورفعة أخلاق. أما أخرون فمنهم من ينام الليل قرير العين بعد أن حاكم مزالي وقبله أحمد بن صالح وقبلهما أسرة الملك واليوسفيين واليساريين والإسلاميين وعائلة مزالي (أولاده وأصهاره وابنته سارة) ورفاقه بتهم ملفقة بعضها مضحك يثير الشفقة واستعمل فيها القضاء والقانون لتصفية الخصوم والمغضوب عليهم بالباطل. والله سبحانه تكفل بهؤلاء الظالمين في الدنيا قبل جزاء الأخرة. ثقتنا في رجال و نساء القضاء الشرفاء الذين لا ينجرون الى الظلم وهو عند الله ظلمات.