اكرر القول بانني لست من الذائبين في الغرب المفتونين به اوالمتذ يلين له ولكني ارجوان ا ظل ممن الحكمة ضالتهم لايهمهم من جرت على لسانه وتصرف بمقتضاها والمقصود بالحكمة ليس الجانب التنظيري ونحن معاشر المسلمين من أكثر الامم توفرا عليها من ناحية الكم ولكن المقصود هو تجليات الحكمة والسداد في الواقع المعيش في الحياة اليومية لمختلف فئات المجتمع بالمقارنة يتضح مااقول لننظر الى ماعليه معاملاتنا وتصرفاتنا معاشر المسلمين ( والتونسيون منهم لايكادون يختلفوعنهم) في كل مناحي الحياة من مجرد خروج الواحد منا من منزله قاصدا عمله اومتوجها لقضاء حاجة من حاجاته أو خارجا لمجرد التفسح وملاقاة الاصدقاء سواء كنا مستعملين لوسائل نقل خاصة اوعامة والتي يعتبرها الجميع الا من رحم ربك (وقليلا ماهم ) يجوز فيها اتيان كل يحلو لنا حتى ولو كان ذلك باتلافه.... فماهو خارج بيوتنا مماهوملك عام فهو كما يقال بيليك(ولست ادري مصدر هذه الكلمة) فالملك العام لاننظر إليه على انه ملك عام لنا في ملكيته نصيب لاننا مساهمون في الواقع من خلال الضرائب التي ندفعها في توفيره واقتنائه وتشييده ففي المحافظة عليه مكسب لنا ولوكان غيرمباشر ينشا على هذه الرؤية القاصرة وهذا التصرف غير المعقول والمقبول ابناؤنا وبناتنا منذ نعومة اظفارهم قبل دخولهم المدارس التي ويا للاسف شهد الجانب التربوي فيها تقلصا ملحوظا فلم يعد المعلم ذلك الذي قال فيه شوقي (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا ) وحتى لوحاول المعلم ان يكون مربيا فهو يغرد خارج السرب لقد كان المعلم يكمل نقص الاسرة في التربية والتوجيه والاسرة والام بالخصوص كما يقول حافظ ابراهيم هما المدرسة الاولى(الام مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق) من داخل الاسرة يبدا الازدواج لدى اطفالنا فيختلف على مراى ومسمع منهم القول عن الفعل والظاهر عن الخفي والشعار عن الواقع والممارسة افبعد هذا نلوم اجيا لنا الصاعدة عما يصدر عنهم من ممارسات طائشة نحن قبل غيرنا السبب لها والدافع إليها( لااريد تعداد مظاهرها المختلفة . انها الفساد بكل اشكاله) تلك هي ازمتنا الحضارية التي لم نستطع الخروج منها وتجاوزها. لم نستطع حل هذه المعضلة التي هي سبب كل ما تعيشه الامة من واقع تعيس في كل مناحي الحياة واقع يزداد ترد كل يوم مهما بدت علينا من مظاهر تقدم وتحضر سرابية كاذبة لم يستطع الساسة ولا الموجهون و لاالمربون ان يغيروا هذا الواقع وحتى إذا بدا في بعض الاحيان تحسن فان ذلك يعود أولا واخرا إلى عامل الالزام والخوف من الوقوع تحت طائلة العقاب حتى إذا زال عنا شبح العقوبة عدنا إلى ماكنا عليه من تفلت وتسيب لم يتاصل ولم يتجذر في انفسنا السلوك القويم ولم نقتنع بالفوائد التي يعود بها علينا جميعا مع ما في موروثنا القيمي والاخلاقي والديني من حظ عليه وترغيب فيه ووعد بجزيل الثواب عليه لقد اعتبر رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام علامة صدق التدين المعاملة الحسنة والسلوك القويم مما سماه في حديث شريف مكارم الاخلاق اين مكارم الاخلاق وفضائل الاعمال والتصرف القويم السليم ابحث فانك لاتكاد تظفر به اليوم في الشارع والمجتمع في كل مرافقه و في كل ميادين التلاقي والاجتماع (في العمل وفي الفضاءات العامة....) تكاد لاترى الا ما يؤلمك ويحزنك والامر تجاوز ذلك ليصل إلى الفضاءات الروحية والدينية إلى المساجد والجوامع التي تعالت فيها الاصوات ودخل إليها التنازع والتشاجر والتعالم(ادعاء العلم....) وقد جعلت لذكر الله ومايقتضيه من طمانينة وسكينة وحدث ولاحرج عما يجري في الحج الذي قال الله في حقه(فلارفث ولافسوق ولاجدال في الحج) انه التدافع والتزاحم الذي يصل إلى الدوس والدهس وكل ذلك يقع من محرمين متجردين جاؤوا ملبين افيعتبر هؤلاء حجهم مبرورا لااتصور ان يكون كذلك وهم لم يزدهم جلال المكان والزمان رقة ولطفا ورحمة ولينا ودفعا بالتي هي احسن وايثارا وكظما للغيض وعفوا من يرى جموعهم الغفيرة المتدافعة المهرولة المستعجلة التي لايهمها غيرها ولامكان للاولوية في اذهانها وتصرفاتها من يرى ذلك ويقارن بينه وبين جموع من افراد غربيين في اية مدينة اوقرية من قراهم وهم يصطفون في انتظار حافلة أو سيارة اجرة الأول فالاول الكل ينتظر دوره لايتجاوزه ولايتخطاه لايلزمهم بذلك الاضمائرهم وقناعاتهم الراسخة بان ذلك هو ما ينبغي ان يكون واذا ماوقع خروج عن هذا السلوك المتعارف عليه فانه لايكون الا من غير الاروبيين من يلاحظ الا له القول هذه هي الاخلاق التي دعا اليها الاسلام يجسمها الغربيون و يخالفها مخالفة صارخة أتباع الاسلام ليس فقط في معاملاتهم بل وكذلك في عباداتهم وذلك انكى وامر اركب مع الاروبيين في حافلة اوقطار اواية وسيلة عامة فسترى الانضباط في الوقوف وفي الصعود وفي الجلوس وفي النزول وفي رفع الاصوات وقارن بين ذلك وبين ماعليه تصرفاتنا معاشر المسلمين(الفوضى والضوضاء وووو ... ) وحتى من يعيشون من المسلمين في الغرب فان من يتقيد منهم بالضوابط هناك فانه إذا عاد إلى بلاد المسلمين فكانما يتفلت من قيد(مظاهر ذلك عديدة) فالطبع يغلب التطبع الست معي ايها القارئ ان ذلك هو ما تفوق به علينا الغرب