اليوم ذكرى فرار محمد مزالي من تونس عبر الجزائر الى سويسرا وصمة عار في جبين من ظلمه و من سكت عن الظلم. كان مهددا بالإعدام عندما بلغنا أن الهاشمي الزمال (وكيل الجمهورية العام في القضاء المستقل!) تلقى أمرا من بورقيبة وهو خرف لعبة في أيدي سعيدة ساسي و الزين بالحكم عليه بالاعدام لأنه كان يتهيأ لعزله بفريق طبي!! وهذه سوف أحكيها بالتفاصيل لأصدقائي. المهم انها ذكرى رئيس حكومة قضى ثلث قرن في خدمة وطنه يخترق الحدود يوم 3 سبتمبر 1986 بإعانة صديقنا رشيد عزيز في مغامرات عجيبة و يصل قرية جزائرية بعد أن يسقط على الأرض في طريق وعرة ليلا و يتعرف عليه راعي أغنام و يبلغ مدير مركز الدرك الذي ظن أن الراعي مسطول و يبلغ الأمر الى الرئيس الشاذلي بن جديد فيستقبله ساعتين و يكرم مثواه حتى قال له مزالي معتذرا أخذت من وقتك سيدي الرئيس و حينما كنت وزيرا أول كنت تستقبلني ساعة واحدة فرد بن جديد نعم لكن اليوم أستقبل صديقا و شقيقا مضطهدا. كنت في انتظاره في (لوزان) يوم 6 سبتمبر في فندق (بالاس) في ضيافة اللجنة الأولمبية الدولية التي كان مزالي رئيسها المساعد مدى الحياة. و كان يحتفظ ببنطلونه الممزق الملوث بدم جرحه و من غرفته نزلنا نتغدي لأول مرة في مأمن هو الوزير الأول الهارب من الظلم و التنكيل يحمل جرح أولاده و ابنته سارة المسجونين و أنا الذي لم أتردد لحظة في مناصرة صديق و مرافقته لمدة 14 سنة منافي و تضحيات و مقاومة للاستبداد عسى أن يعتبر شباب تونس و لا يعيدوا يوم 15 سبتمبر رسكلة الإستبداد الذي يهددنا بالمافيات و الإقصاء في (لوك جديد)!