لقد أقصيّ فريقنا الوطني من المرور للدور الثاني المرشّح لكأس العالم في اليابان رغم المجهود الجبّار الذي بذله كلّ اللاعبين حيث دافعوا على حظوظهم إلى آخر لحظة فشكرا للجميع: اللاعبين والجامعة والإطار الفنّي لكن هذا ظهور المقبول لم يمنعني من تذكّر ما قاله الممرن الوطني السابق "عادل تلاتلي" إذ قال مباشرة بعد الانسحاب من كأس العالم السابق الذي –أظنّ- أنّه وقع في البريزيل:" لقد برهنّا أنّ كرة السلة التونسيّة تخطتْ عتبة كرة السلة الإفريقيّة فنحن من أحسن الفرق الإفريقيّة إن لم نقل أحسنها لكنّ سلتنا عجزتْ على تخطي العتبة الإفريقيّة إلى العالمّة وهذا ليس بسبب اللاعبين أو الإطار الفنيّ بل هنالك مقتضيات أخرى لتجاوز هذه العتبة و الوصول للعتبة العالميّة وبيّن أنّ من بين هذه المقتضيات خاصة التكوين القاعدي على أسس علميّة هي متعارفة اليوم عالميّا في ساحة كرة السلة المنعوتة برياضة العمالقة ويمكن أن نشرع من الآن(عندما قال هذا الكلام) على الأخذ بأسباب العالميّة وهذا يتطلّب تكوينا قاعدي نوعي إذ بوسائلنا الحاليّة سوف لن نذهب بعيدا في المحافل الدوليّة وسوف تكون نتائجنا غير مرضيّة. وقد لمسنا هذا من خلال مقابلتنا مع المنتخب الإسباني منذ أسبوع هي كانت النتيجة محبطة للآمال فهل عملة الجامعة بما قاله أحد من أهمّ المختصين في كرة السلّة عادل التلاتلي؟ أم رمتْ الجامعة بهذا القول في سلّة المهملات وواصلت بتغيّر الممرّن والحبل على الجرّارة إلى أن صدمنا بنتيجة مباراة إسبانيا؟ التي أبرزت أنّ الفارق بيننا وبين العالميّة بعيد وأنّ لنا خطوات لا مفرّ من قطعها ومقايّس يجب تجاوزها واليوم وبعد أن أضعنا سنوات ممّا قاله التلاتلي هل سنضع أقدامنا على الأرض ونبحث عن الأسباب الحقيقيّة لهذا المستوى المقبول على المستوى الإفريقي والذي يقرّر بأنّ تلك حدود إمكانياتنا على المستوى العالمي .أرى أنّ الموضوع يهمّ الوطن لا الجامعة فقط لذلك لا بدّ من حوار وطني حول كرة السلّة لتتلاقح الأفكار ونبدأ في الإصلاحات العميقة التي نادى بها التلاتلي والتي سوف لن تأتي أكلها إلّا بعد سنين فهل سيكون للقائمين على كرة السلّة الصبر على النتائج الآنيّة التي من حقّ القائمين على كرة السلّة أن يطمحوا إليها.أم سنقنع من جديد بطرق تكوين قد تمكّننا من تجاوز العتبة الإفريقيّة فحسب؟ فبدون هذا الإصلاح الجدري سنبقى تلهت وراء تجاوز العتبة الإفريقيّة بدون جدوى فنحن بوضعنا الحال سوف نبقى ننتشي بالانتصارات على من هم في مستوانا وفي نفس الوقت سنعيش النكبات عندما نصل للعتبة التي تتطلّب المستوي العالمي مثلما وقع اليوم إذ بان اليوم بالمكشوف أنّه رغم الأداء الممتاز و"القريتة" والانضباط والخطّة الممتازة و"الكوتشيينغ" الناجح فإنّ عائق المستوى العالمي الذي لم نبلغه بعد كان السبب الرئيسي لعدم المرور للدور الثاني رغم تواضع منافسينا إيران وكورسيكا فهل ستأخذ الجهات المسؤولة بزمام الأمور في كرة السلة أم ستبقى دار لقمان على حالها رغم أنّها دار "باليّة" نسبيّا ومن الممكن تدارك وضعها وهذا لا يتطلّب إلّا حسن الاستماع للعائلة "السلّاتيّة" الموسّعة وجمعها حول هذا المشروع الذي أكرّر وأقول هو "تجاوز العتبة الإفريقيّة للوصول للعالميّة" .