بعد متابعة الدفعة الأولى من المترشحين للرئاسية 2019 والتي ضمت أشرسهم من مورو إلى عبو إلى مهدي جمعة و جلول و المرزوقي و البريكي و عمر منصور و على اختلاف مشاربهم السياسية و بعد التمعن في مختلف ما قدمه مختلف المترشحين من مواقف في مختلف القضايا المطروحة عليهم و بالاعتماد على بعض المقاييس منها الحضور الذهني و البديهة و المدارك المعرفية و عدم التكلف و عدم الارتباك أو التظاهر بالثقة المفرطة التي تضاهي الغرور وخاصة مقياس الكاريزما و التي أراها شخصيا موضوعية للحكم على أو لفائدة هذا أو ذاك الطرف و بالتالي و بعيدا عن عقلية التحامل على أي طرف أو الانتماء الحزبي الأعمى ، فإننا نرى و أنّ المرشحة الوحيدة من هذه الدفعة الأولى للتناظر من صنف النساء التي نالت استحساننا أوّلا و رضاء العديد من الطبقات الشعبية و السياسية و المثقفين هي بلا شك عبير موسي خاصة على مستوى الكاريزما و الإلمام بالملفات الشائكة و أيضا على مستوى السلاسة في التعبير عن رأيها في مجمل القضايا المطروحة و موقفها الواضح في وضع أصبعها على المسائل التي تؤرق اليوم المواطن التونسي سواء منها المسائل الاجتماعية و على رأسها البطالة بكل أشكالها و أيضا المديونية و الاغتيالات السياسية و كل الحاضنين للإرهاب و التسفير إلى بؤر التوتر و الارهاب فضلا عن موقفها الواضح من الدستور الحالي بل و قدمت كذلك رؤيتها التي لا غبار عليها لمعالجة كل هذه المسائل و آليات انجازها .و ذلك في اطار احترام القانون و الدستور.. كلّ ذلك أهلّ المرشحة عبير موسي للتوفق على خصومها السياسيين حتّى لا نقول بأنّها تفوقت عليهم بالضربة القاضية و هذا لا يقلل من شأن بقية المتناظرين فقط هو الامتحان و يوم الامتحان يكرّم المرء أو يهان و يبدو وأنّ السواد الأعظم من جموع الناخبين و الذين تابعوا باهتمام هذه التجربة الأولى في عالمنا العربي شعروا بمعدن هذه المرأة الحديدية التونسية لحما ودما.