مصاب السيد محمد جغام وقبله السيد الحبيب عمار الوزيرين السابقين في ابنيهما الذين غيبهما الموت وهما في مقتبل العمر في الفترة القريبة الماضية مصاب تتزلزل له الجبال فما بالك بابوين ما هما الانمودجا لعشرات من الاباء والامهات الذين يبتلون بفقدان فلذات اكبادهم ومحط امالهم مصداقا لقول الشاعر(إنما اولادنا اكبادنا تمشي على الأرض) فلئن كانت الاعمار بيد الله إلا ان العادة هي أن يسبق الاباء والامهات في الرحيل إلى دار البقاء إلا انه كثيرا ما يحدث العكس فيسبق الابناء بالرحيل فيكون وقع ذلك على ابائهم وامهاتهم شديدا لايمكن للعبارات أن تصف عمقه وهوجرح لايمكن أن يندمل ولايمكن للايام أن تتكفل بنسيان هذااالمصاب خصوصا إذا كان الفقيد وحيد ابويه اواذا ترك الراحل من بعده ذرية ضعافا فحزن الابوين سيكون اشد وسيظل ملازما لهمابقية حياتهما تضيق به عليهما الأرض بما رحبت لايسليهما إلا ايمان راسخ بان كل كل نفس ذائقة الموت وانه قبل كل مصاب بفقد ولده قد سبق برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فقد في اخريات حياته فلذة كبده ابنه ابراهيم فتصرف تصرف الاب السوي ا لذي لايكبت مشاعره ويعلمنا وهو الاسوة والقدوة مانقول وما نفعل في مثل هذه الحالات قال عليه الصلاة والسلام(تدمع العين ويحزن القلب وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ولانقول إلا ما يرضي الرب) وهو بهذه العبارات المنضبة والمشاعر الجياشة يتمثل اجمل تمثل لقوله جل من قائل(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم ليس هناك في مصاب فقد الابن العزيزمثل ذكرالله وتلاوة كتابه ما تطمئن به القلوب ويهدا به الروع وصدق الله القائل( الا بذكر الله تطمئن القلوب)_ فانالله وانا اليه راجعون