الاستاذ يوسف حبيبي رحمه الله لمن لايعرفه هو من جرى التحول الديموقراطي على يديه في اندونسيا اكبر البلدان الاسلامية من حيث تعداد السكان بعد حكم الجنرال سوهارتو كانت فترته الرئاسية في اواخر تسعينات القرن الماضي وقبل ذلك تولى الاستاذ يوسف حبيبي خريج الجامعات الالمانية حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي الذي شهد تحت اشرافة وتوجيهه تطورا كبيرا وقفزة تمكنت به اندونسيا ان تحقق انجازات رائدة جعلت احدى دول جنوب شرقي اسيا النهضة فقد امكن بتخطيط واشراف الاستاذ يوسف حبيبي تصنيع طائرة ركاب مدنيةندونيسية من الفها إلى يائها بالاعتماد على الخبرات الاندونيسية وقد حرصوا على إن يتزامن ذلك الحدث العلمي والصناعي الهام مع طباعة جميلة للمصحف الشريف القران الكريم في اشارة ذكية جميلة الى ان العلم في كل مجالاته لايمكن ان يتعارض مع القران الذي كان اول ما قول الله جل وعلا(اقرا...) وقد كان لي شرف زيارة اندونيسيا عندما صنعت هذه الطائرة المدنية وكانت الحفاوة والمباركة لهذا الحدث كبيرا في اندونيسيا وفي البلدان الاسلامية وتمنى انذاك كل المخلصين للامة ودينها ان تمضي اندونيسيا قدما في هذا السبيل السالك والمحقق لعزة المسلمين وخيريتهم الحقيقية والفعلية وان لايقع التشويش على مثل هذه النجاحات بالاشتغال بقضايا مغلوطة فيها التقسيم للصف الاسلامي ومع الاسف الشديد فان شيئا من ذلك وقع وكان الاستاذ يوسف حبيي رحمه الله يامل ان يحقق لاندونيسيا ماحققه محاذير محمد لماليزيا لما بين البلدين والشعبين المتجاورين من تشابه سوى ان اندونيسيا ذات كثافة سكانية كبيرة وكانت ولاتزال عرضة الى التدخل الخارجي والسعي إلى النيل من خصوصيات شعبها بما في ذلك الخصوصية الدينية فالاندونسيون تلقوا الاسلام على ايدي الدعاة والمشائخ والطرق الصوفية والتجار ولم يصلهم الاسلام عن طريق الفاتحين لقد عرف الشعب الا ندونيسي بسماحته ولطفه ورفقه وادبه الرفيع تشهد على ذلك سيرة جموع حجيجهم في البقاع المقدسة على كثرتها فتكاد لاتسمع لهم صوتا هدوؤا وسكينة وروحا جماعية وانضباطا كما يشهد على ذلك اعداد طلبتهم الذين يدرسون في الازهر بمصر وهم بالالاف وفي الزيتونة وهم بالعشرات وفي بقية البلدان الاسلامية عرفنا ذلك منهم لماجاؤوا إلى تونس لطلب العلم والعودة ةالى بلادهم بعد إن اعدوا اطروحات ماجستير ودكتوراه وتشرفت شخصيا بالقيام بما هومتاح وممكن من ناحية الاحاطة بهم وتخفيف الغربة عليهم وتجنيبهم الانزلاق في التيارات المتشددة اوالمنحرفة ووجدت في هؤلاء الطلبة الاستعداد الذي امكن به من تنظيم دورات علمية في اللغة العربية والقران الكريم والعقيدة بمشاركة ثلة من الاساتذة الافاضل الذين تطوعوا مشكورين بالمشاركةفي انجاح هذه الدورات العلمية إن الاستاذ يوسف حبيبي رحمه الله هو أبو النهضة العلمية الاندونيسية و هوالرئيس الذي ساهم في انجاح عملية التحول الديموقراطي في اندونيسيا إذ سرعان ما سلم الحكم بعد انتخابات تعددية لمن جاؤوا بعده ليعود إلى مجال اختصاصه الذي امن انه السبيل الاوحد لرقي شعبه وبلاده الا وهو التمكن من ناصية العلم وتعميمه واتاحة الفرص لابناء اندونيسيا كي يكرعوا من معينه في مختلف الاختصاصات يوسف حبيبه رحمه الله اجمع على تقديره والاعتراف له بما اسداه لاندونيسيا لذلك الكل بدون استثناء لذلك خرجت اندونيسيا بكل فئاتها سلطة ونخبة ومختلف فئات الشعب لتوديعه الوداع الاخيررحمه الله واسكنه فراديس جنانه وانا لله وانا إليه راجعون