كم تعجبني هذه الأغنية العربية ذات الكلام الصادق المتين وذات اللحن الشجي الجميل والتي يبدو ان العرب قد نسوها كما نسوا كرامتهم وعزتهم وحقوقهم منذ سنين... هذه الأغنية الحماسية التي تنتقد العرب وتوبخهم وتعريهم امام واقعهم وامام وضعهم المؤسف المؤلم الحزين... ولقد تذكرت هذه الاغنية لما سمعت الرئيس التركي اوردوغان يتكلم في الجمعية العامة للامم المتحدة امام رؤساء العالم اجمعين بكل حماس وبكل ثقة وبكل شجاعة وبنفس اسلامي عروبي قد يفوق اسلام وعروبة كثير من العرب المنافقين المنبطحين عن تهور وعن تعجرف وعن تسلط وعن ظلم وعن حيف اسرائيل التي تنتهك حقوق الفلسطينيين على مراى ومسمع من ادعياء المدافعة عن حقوق المظلومين في الشرق والغرب من العجم ومن العرب اجمعين مشيرا ايضا الى صفقة القرن التي تريد امريكا ان يتبناها ملوك ورؤساء العرب الطماعين الخائفين لمحو اسم فلسطين من خارطة العالم ولتريح بذلك اخوانها واصدقاءها الاسرائيليين من هم ومن كرب مقاومة شعبية فلسطينية ارقتهم وارهقتهم منذ سنين...فهل ما زالنا سنرى وسنسمع بعد موقف اوردوغان الشجاع من القضية الفلسطينية الذي عرى وفضح به القوى الجديدة الاستعمارية من يجرؤ ان يفتح فمه من ادعياء العروبة ليطعن في شخص اوردوغان ويعتبره يريد شرا بالعرب النائمين والخائفين من امريكا واسرائيل ومن يدور في فلكهما منذ زمان.؟..انني لا اظن ان هؤلاء العروبيين المزعومين قد فرحوا وقد سروا بخطاب اوردوغان الذي اثبت انه زعيم مسلم حقيقي وليس من طينة ومن نوعية ادعياء العروبة والاسلام المغرورين الضالين الذين نراهم ونسمعهم في اخر هذا الزمان يسبون ويلعنون من هم على دينهم وعلى ملتهم لا لشيء الا لانهم اتراك او فرس ناسين او جاهلين او متجاهلين ان هذا الموقف مردود ومرفوض في دين الاسلام الذي يدعون ويعلنون في كل ان في كل حين انهم يعرفونه منذ زمان... فان كان ما يدعونه حقا وصدقا فاين تركوا قول الله خالق العرب والترك والفرس الرحيم الرحمان (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)؟ فليت هؤلاء العروبيين وهؤلاء القوميون يتاملون في معنى كلمتي عليم خبير ليتاكدوا ان الله عليم خبير بمن يدعي الدفاع عن الحق والحق منه براء ومن يدافع عنه حقا وهو من غير العرب ولكنه مؤمن حقا بمبادئ وقيم الأسلام النيرة العظيمة السمحاء ولكن الجهلة منهم ممن هم على دينه يقدحون في شخصه ودينه وسياسته بكلام مردود ليس في حقيقته الا هراء وغثاء لا يقنع عقلاء اهل الارض ولا تفتح له ابواب السماء...واخيرا رحم الله اباءنا التونسيين العرب والمسلمين الحقيقيين الذين فهموا اصول ومبادئ الدين فلم يقع في خطا هؤلاء العروبيين القوميين المتنطعين الضالين عندما حذروا ونبهوا الغافلين الذين لم يستطيعوا لجهلهم وغفلتهم وضلالهم ان يميزوا بين الأعداء وبين الأصدقاء الحقيقيين فقالوا(هو يجريلك باللقمة لفمك وانت تجريلو بالعود العينو)