تعرض الاستاذ شكري المبخوت في الجزء الثاني من كتابه تاريخ التكفير في تونس ابناء بورقيبة(اولاد احمد ومحمد الشرفي ويوسف الصديق) إلى عدة قضايا يمكن اثراءها وتسليط المزيد من الاضواء عليها من طرف من واكبوها لتجنب كل قراءة انتقائية ولتكتمل الرؤية وقد صاحبت صدور كتاب الرسوم المصورة ليوسف الصديق وهوكتاب في قصص الانبياء ردود فعل بدات خارج تونس ثم انتقلت إلى تونس وعرض كتاب الرسوم المصورة على انظار المجلس الاسلامي الاعلى عندما كان الدكتور التهامي نقرة رحمه الله يجمع بين رئاسة جامعة الزيتونة بعد اعادتها ورئاسة المجلس الاسلامي وهوشخصية دينية ووطنية عرفت بالاعتدال والتسامح. لم يكن المجلس هوالهيئة الدينية الوحيدة في البلاد فمع المجلس هناك الافتاء وجامعة الزيتونة وهناك الائمة والمرشدون الذين ينضوون تحت اشراف وزارة الشؤون الدينية و تركيبة المجلس على الاقل في تلك الفترة كانت متنوعة في مشاربها ومع ذلك فان العائد إلى ما صدر عن المجلس من بيانات في القضايا المطروحة في الساحة لا يجد هذه البيانات تنزع إلى الغلو والتشدد فضلا عن التكفير بل هي بيانات فيها ابداء وجهة نظر اعضاء المجلس باعتبارهم من اهل الذكر في المجال الديني فطبيعي ان تكون لهم وجهات نظر في المسائل المعروضة عليهم( الاصلاح التربوي والمعاملات المصرفية و تنظيم جمع الزكاة وغيرهامن القضايا) متنوعة والمجلس الاسلامي الاعلى هيئة استشارية لدى الحكومة(الوزارة الاولى) تاسس في اخر عهد الرئيس الحبيب بورقيبة في اواخر الثمانينيات من القرن الماضي و قد وقعت الاستنارة لدى تاسيسه بتجارب المجالس الشبيهة له في البلدان الشقيقة بالخصوص في المغرب والجزائر واذكر انني شخصيا زودت المصالح القانونية في الوزارة الاولى ببعض مالدي من النصوص المنظمة لهذه المجالس للاستنارة بها في وضع القانون المنظم لعمل المجلس وقد صدرهذا ا لقانون في الرائد الرسمي واعلن عن تركيبة المجلس في تشكيلته الاولى برئاسة فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي رحمه الله مفتي الجمهورية وضم المجلس مجموعة من خيرة الشيوخ والاساتذة والقضاة فضلا عن اساتذة الكلية الزيتونية وبعد تحول سنة 1987 تعزز المجلس بوجوه عديدة بعضها كانت معترضة على بعثه اصلا معتبرة له نوعا من الوصاية على حرية الفكر والراي ولكنها مالبثت إن التحقت به و سلمت انه يمكن ان يكون له دور تعديلي في مجال اختصاصه بالنظر إلى النخبة التي يتكون منها من اهل الذكر والعلم وبعض هؤلاء هم من ثارت ثائرتهم عندما وقع رد الاعتبار للزيتونة واعادتها كجامعة مثل بقية الجامعات التونسية معتبرين ان تقليصها وجعلها مجرد كلية اوحتى مجرد قسم في احدى كليات الاداب هو عين الصواب وهؤلاء لايختلفون في التطرف عن الطرف المقابل لهم وكل منهما مجانب الوسطية كتاب الرسوم المصورة لمؤلفه يوسف الصديق الذي صدر بعد ان عرض على هيئات علمية ودينية متعددة خارج تونس نظرت في شكله ومضمونه فلم تجد فيه مايخالف الدين وما يحرفه(فلم يقع في كتاب الرسوم المصورة تصوير ذوات الانبياء والرسل عليهم ولاالصحابة رضي الله عنهم وإنما وقع تصوير مشاهد طبيعية ومعها رويت القصة القرانية وذلك مواكبة لما شهده هذا الفن الرسوم المصورة من تطور ومن اقبال عليه من طرف من توجه اليهم مثل هذه الاصدارات من الاجيال الصاعدة) ذلك هوما قصده يوسف الصديق بتجربته تلك ولكن يبدو ان الموضع لما عرض على اعضاء المجلس الاسلامي لم يعرض بهذه الصورة الجلية الواضحة وإلا كيف يحظى هذا الكتاب باجازة هيئات علمية محترمة في أكثر من بلد عربي اسلامي ولكن يبدو ان ماثار من جدل حول كتاب الايات الشيطانية لسلمان رشدي في تلك الفترة خصوصا وقد شبهت احدى الصحف الخليجية يوسف الصديق وكتابه الرسوم المصورة بسلمان رشدي وكتابه الايات الشيطا نية قد انعكس على يوسف الصديق وكتابه مماجعل بعض اعضاء المجلس الاسلامي يحترزون ويعملون بقاعدة سد الذرائع وهي قاعدة كثيرا ما يتعسف في استعمالها لم اكن عندما عرض كتاب يوسف الصديق على المجلس عضوا فيه إذ لم التحق به الا بعد تحوير تركيبته أكثر من مرة ولكنني كنت قريبا من المجلس ومتابعا لما يجد في الساحة وقد بادرت وقضية كتاب الرسوم المصورة مطروحة إلى بالكتابة منوها بهذه التجربة ومشجعا لها بعد إن اطلعت عليها وتصفحت اجزاءها الصادرة التي لاقت رواجا كبيرا في اوساط الشباب الذي اصبح يميل إلى مثل هذا الاسلوب في الكتابة والاخراج فقد وجدت صاحبها ملتزما بعدم تصوير ذوات الانبياء والرسل عليهم السلام فقد صورت رسوم الحيوانات والكائنات الطبيعية من بحارو جبال وغيرهما كتبت رايي في كتاب الرسوم المصورة لمؤلفه الاستاذ يوسف الصديق ونشرت ذلك في الصحف في نفس الفترة التي عرض فيها الكتاب على المجلس الاسلامي وقد عبر وفي الابان الاستاذ الصديق عن ارتياحه لهذا الموقف المنصف له ولكتابه ثم وثقت بعد ذلك ماكتبته في موقعي الالكتروني قد نختلف مع الاستاذ يوسف الصديق في بعض ماجاء في كتبه التي اصدرها لاحقا وماتضمنته من اراء فيها المخالفة لماراه علماء الامة الاعلام أما في كتاب الرسوم المصورة ففضلا على انه لاالمجلس الاسلامي ولاغيره في تونس على حد علمي قد كفره فانه على العكس من ذلك تماما فهناك من انصفه وشجعه ونفى عن عمله ذاك الانحراف