مازلنا نواصل في هذا المقال الثاني الجديد بمناسبة ذكرى المولد النبوي السعيد ذكر بعض ما قاله العلماء والحكماء في شخصية محمد رسول الله خاتم الرسل والأنبياء فهذا الفيلسوف الألماني الشهير (سانت هيلر) صاحب كتاب(الشرقيون وعقائدهم) يقول فيه للناس كلهم ( كان محمد رئيسا للدولة ساهرا على حياة الشعب وحريته وان في شخصيته صفتين عظيمتين هما العدالة والرحمة) اما نحن فنقول تعقيبا وتعليقا على هذا الكلام وهل يطمع الناس اكثر من ان تتوفر هذان الصفتان في كل من يتولى سياسة الناس في كل زمان وفي كل مكان؟ وهل يخيب الرؤساء في كل دولة وفي كل امة الا اذا فقدوا صفتي او خلقي (العدالة والرحمة) وهل نجد من هو اكثر عدلا وقسطاسا من رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال لمن اراد ان يشفع عنده في حد من حدود الله(لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)؟ وهل نجد اكثر رحمة منه عليه الصلاة والسلام وهو يقول لقومه ومن ورائهم للإنسانية والبشرية جمعاء(الراحمون يرحمهم الرحمان ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)؟ اما صاحب موسوعة( قصة الحضارة) العالم الأمريكي(وول ديوارنت) فهو يقول لأولي النهى والعقول( اذا حكمنا على العظمة بما يكون للعظيم من اثر في الناس قلنا ان محمدا كان من اعظم عظماء التاريخ فلقد اخذ على نفسه ان يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانيه فيه اي مصلح اخر في التاريخ كله) اما عن المستشرق الفرنسي(لويس سيديو) فهو يقول في كتابه القيم الذي اشتهر في الشرق والغرب( خلاصة تاريخ العرب)(لقد حل الوقت الذي توجه فيه الأنظار الى تاريخ تلك الأمة التي كانت مجهولة الأمر في زاوية من أسيا فارتقت الى اعلى مقام ومصدر هذه المعجزة هو رجل واحد وهو محمد ان محمدا قد اثبت خلود الروح وهو مبدأ من اقوم مبادئ الأخلاق ومن مفاخر محمد ان اظهره قويا اكثر مما اظهره اي مشرع اخر) اما نحن فنختم هذا الحديث عند هذا الحد وعند هذا القدر بعد ان نسال فنقول بكل ثقة وبكل يقين اولا تؤكد وتثبت اقوال هؤلاء الكتاب والعلماء والحكماء اجمعين صدق ماجاء في كتاب الله المبين( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين)؟ وقوله الله تعالى الذي نصر رسوله محمدا على اعدائه و ايده تأييدا( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)؟