من البداية – لتناول موضوع مشروع " بنزرت مدينة ذكية "- لزام علينا التذكير ببعض المحطات الأساسية التي عرفها هذا المشروع و البداية كانت : *بتاريخ 21 أفريل 2017 أين التأمت بقصر بلدية بنزرت ندوة صحفية، أشرف عليه والي الجهة محمد قويدر، من أجل تسليط الضوء على حلم أبناء بنزرت في جعل "بنزرت مدينة ذكية " بالاعتماد على استراتيجية تمتد إلى سنة 2050 تهدف إلى تحسين ظروف عيش المواطنين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و البيئية عبر إدارة محكمة للمياه و الطاقة و المواصلات و الاتصالات في إطار التنمية المستدامة وذلك تواصلا مع اجتماع سابق انعقد على المستوى المركزي يوم 17 أفريل 2017 بين السلط المركزية و السلطة الجهوية و المجتمع المدني ممثلة في شخص برهان الذوادي منسق مشروع " بنزرت مدينة ذكية " و رئيس جمعية " بنزرت 2050 ". *احتضان قصر المؤتمرات ببنزرت يومي 26 و 27 أفريل 2017 تظاهرة – تخلّف عنها رئيس الحكومة وقتها باعتباره كان سيشرف عليها – قصد المضي قدما لإرساء اللبنات الأولى لهذا المشروع الحلم " بنزرت مدينة ذكية " * احتضان مدينة بنزرت الدورة الثانية للمنتدى العالمي للمدن الذكية الذي التأم في دورته الأولى بمدينة برشلونة الاسبانية أيام 14 – 15 – 16 نوفمبر 2017 ( و الذي شارك فيه السيد برهان الذوادي لتمثيل تونس عامة و بنزرت على وجه الخصوص ) و ذلك بقصر المؤتمرات ببنزرت خلال أيام 18 و 19 و 20 أفريل 2018 و بمشاركة 12 مدينة ذكية من أنحاء العالم و بحضور حوالي 10 ألف مشارك. والآن و بعد مضي ثلاث سنوات على مشروع " بنزرت مدينة ذكية " ماذا تحقق لبنزرت بعد كل هذا الصراخ و التهويل لجعل المدينة " مدينة ذكية " تتحرك " بالفلس " و يطيب فيها العيش و تتحسن فيها كل الظروف ، ظروف النقل و ظروف الاتصالات و ظروف البيئة نحو الأفضل و الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و صفاء السماء و زقزقة العصافير؟ و بالتالي أين كل ما قيل و ما عرض على الحضور في الدورة الثانية لمنتدى المدن الذكية بقصر المؤتمرات ببنزرت ؟ ماذا تحقق لبنزرت ، ما تحقق بعد مضي 3 سنوات ، سوى الكلام و الكلام واستعراض للشركات المشاركة في ترويج منتوجاتها و التعريف بها و بالتالي تحملت المجموعة الوطنية لكل تكاليف السفر و الإقامة و الأكل لهذه الشركات العالمية المختصة في مجال ارساء المدن الذكية و بالعملة الصعبة لنجني في النهاية الكلام و لا غير الكلام؟ فهل تمت متابعة هذا المشروع؟ و إلى أين وصل؟ و هل من جديد فيه؟ و بالتالي لا اعتقد و أنّ شيئا من كلّ هذا الهراء و الكلام قد تحقق منه شيئا على أرض الواقع؟ بل بنزرت زاد تأخرها و تهميشها فأضحت مهددة بالغرق في فضل الأمطار و مهددة بالتلوث من جرّاء عدم اكتراث المصانع بإيلاء مشكلة التلوث ما تستحقه من عناية و استفحلت فيها آفة البطالة و انتشار الجريمة و تعاطي الادمان ؟ وبالتالي نسأل هل مشروع " بنزرت مدينة ذكية " كان حلما أم وهما؟ و يبدو أنّه وهم واضح المعالم لأنّنا ننخرط في مشاريع بدون دراية و لا دراسة و لا اعداد ما يلزم من ظروف نجاح مثل هذه المشاريع الوهم ؟ بل نحن تهزنا أهواؤنا و المزاجية بعيدا عن التفكير العلمي و التفكير المستنير و كأنّ تحسين أوضاع العباد و البلاد لعبة؟. و دعنا نقول و أنّ كل ما تحقق هو سياحة بعض أعضاء جمعية " بنزرت 2050" لمدينة برشلونة الاسبانية و أيضا زرع أوهام للمواطن التونسي الذي ظل ينتظر أن تتحسّن أوضاعه بتجسيد هذا الحلم و لكن يبدو و أنّها "منامة عتارس" في ظل ما " ينعم " به المواطن من غول الفيضانات في فصل الشتاء و ناموس في فصل الصيف و فوضى يومية على كل المستويات؟ و لكن السؤال الأهم من يحاسب هذه الأطراف التي تبيع الوهم للمواطن لتنعم هي بالغنائم؟