لئن كنت من الموقنين بان اغلب المثقفين التونسيين في يوم المولد النبوي المبارك الشريف سيتذكرون وسيتغنون وسينتشون كعادتهم القديمة التقليدية بالقصائد البوصيرية في مدح خير البرية المعروفة ببردة المديح وبالهمزية وبالقصيدة المضرية وهم ياكلون عصيدة الزقوقو او العصيدة البيضاء أو غيرهما من العصائد اللذيذة الشهية الا انني اشك كل الشك ان اغلب التونسيين يعرفون او يعلمون او يتذكرون ان الشاعر الفرنسي العبقري العظيم فيكتور هوجو المولود في فرنسا سنة 1802 والمتوفى فيها سنة1885 صاحب رواية (البؤساء) قد نظم قصيدة ممتازة رائعة شعرية جادت بها قريحته العبقرية في مدح رسول الله محمد خير البرية وهو الذي اسلم وسمى نفسه (ابا بكر هوجو) بعد ان اعجب بالرسول محمد خير الأنام وبدين الاسلام واعتبره من الرجال الأفذاذ والقادة والحكماء والرسل الكرام العظام ولقد اخترت لقراء (الصريح )بعض ابيات هذا القصيد حتى نتذكر جميعا الشاعر المسلم (فيكتور اوابابكر هوجو) في ذكرى مولد رسول الله وندعو الله ان يتقبله بعفوه ومغفرته ورضاه. لا ينهر الناس مهيب يا لها من هيبة تمزج بالخضوع يمشي وان حياه داع ردها تحية ترضي هوى السميع مستذكرا كيف رعى اغنامه مستمتعا بنغمة القطيع هامته كانت هناك في العلى وحده كالشمس في الطلوع لو ان ناسا جالسوه قاضيا رايته يصغي الى الجميع وحينما يعي الكلام هادئا يشرع في حديثه المطبوع ويكتفي من الغذاء بالذي يجعله يقوى على الرجوع وربما حجارة يحزمها ببطنه من وخزات الجوع على الثرى يجلس والثياب قد يخيطها بخلقه الرفيع فوق صوم الناس كان صومه وهو ليس ناهض الضلوع ثلاثة بعد الستين انقضت وجاءته حمى الموت والتوديع يكرر القران مثلما انتهى اليه محفوظا من الينبوع وقام عند الباب ملك الموت في المساء يرنو للهدى المتبوع وحينها اضاء النبي مثلما اضاء يوم المولد البديع قال له الله العظيم طالب لقياك عند عرشه المرفوع قال نعم ورعشة طافت به في جسمه المتعب والضلوع وعندما ارسل نفسا كان قد مات النبي رحمة الجميع. هذه نبذة او قطعة من هذا القصيد الرائع البديع الذي قاله (ابو بكر او فيكتور هوجو) في مدح رسول الله محمد الذي ارسله الله رحمة للناس اجمعين وكم هو مؤسف حقا ان يقول فيه الكثير من الفرنسيين الذين غاضهم وصدمهم واغضبهم ولم يعجبهم اسلامه انه كان من المجانين ومن المعتوهين اما نحن فنقول نعم العته ونعم الجنون اذا كان سيؤدي بصاحبه الى الاسلام والى تصديق وحب رسوله محمد الصادق الأمين نبي الرحمة خير الأنام ولعل فيكتور او ابا بكر هوجو) سيكون من الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى في كتابه المكنون( واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين)