لن يعثر أحد لرسول الله صلى الله عليه و سلم على عثرة أو سقطة لن ننفك نكرر ونذكر و(الذكرى تنفع المؤمنين) بان سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام هو رحمة الله بعباده أجمعين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) مع التخصيص للمؤمنين (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فهو عليه الصلاة والسلام الموعظة المجسمة وهو القرآن الذي يمشي على الأرض، وهو المبرأ من كل عيب، وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، وهو عليه الصلاة والسلام من لا ينطق على الهوى، وهو الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، وهو عليه الصلاة والسلام في كل جوانب تصرفه في ما يأتيه وينتهي عنه عنوان الكمال الإنساني. لن يعثر له احد على عثرة أو سقطة فقد تولاه الله وعصمه وحفظه ورعاه وكمله وجمله بعد أن اصطفاه واختاره ليبعثه بالدين الخاتم، دين الإسلام، دين الناس أجمعين فجعله للناس أسوة وقدوة وجعل الصلاح والفلاح والنجاة والفوز في إتباعه، بل جعل إدعاء محبة الله لا تصدق إلا بالإتباع والترسم لخطى المصطفى صلى الله عليه وسلم (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ولا يذوق المؤمن حلاوة الإيمان حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه، وحتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه مما سواه (غير الله)، بل إن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يكون هواه تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ر به جل وعلا، وليس للمؤمن أن يختار سبيلا آخر غير سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ليس له أن يكون له اختيار مع الله ورسوله.