إن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام هو داعية الإخاء الإنساني وهو داعية الرحمة وهو داعية السلام وهو داعية التسامح وهو داعية التعايش وهو عليه الصلاة والسلام حامل لواء الحرية والعدالة والمساواة. انه ليس فقط من دعا إلى هذه القيم الإنسانية الخالدة في ذلك الزمن المتقدم –أي قبل أكثر من أربعة عشر قرنا- بل هو من جسم هذه القيم في حيز الواقع المعيش في حياته أولا وفي حياة من آمنوا به واتبعوه ثانيا وذلك في وقت قياسي قصير جدا. انه عليه الصلاة والسلام من صدع عاليا بإعلان التعايش بين بني الإنسان على مختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وأديانهم "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم" انه عليه الصلاة والسلام من ذكر بأصل الناس الواحد "كلكم من آدم وآدم من تراب" وحتى الدين الذي جاء به للناس، دين الإسلام، الذين الخاتم فقد بلغ عن ربه في شأنه قوله جل من قائل "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" لقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة النفس البشرية مهما كان دينها أو لونها أو جنسها وتلا على مسامع المسلمين وغير المسلمين أن قتل نفس بشرية واحدة هو كقتل كل الناس (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)