لقيتها في باب الجبلي الجديد بصفاقس وقد افترشت الأرض وتدثرت بلباس يستر عورتها الجسدية ولكنه يفضح عورتها السياسية دعتني بطاقة بحروفها السوداء إلى مساعدتها على حاجتها وفقرها وعرفتني البطاقة أنها لاجئة من سوريا وأكدت لي صدق لهجتها وأنا أحاورها أنها من حمص واسيتها ومشيت وأنا أتألم لها وأتألم لسوريا الجريحة وأتألم من السياسة الخرقاء التي حلت بقادة العرب واسيتها ومشيت ولكن في صدري أسئلة أين من يمثلون سوريا في تونس ؟ لماذا لم يجمعوا شتات اللاجئين السوريين في تونس كما فعل وجمع القادة الجزائريون اللاجئين الجزائريين على الحدود التونسية في سنوات الثورة المجيدة ؟ لماذا لا يؤلف أصدقاء الشعب السوري في تونس جمعية تحفظ كرامة اللاجئين السوريين وتحميهم من الذئاب ؟ أليس هذا أفضل وأولى من خطب وقصائد ومظاهرات الدعم لسوريا الجريحة المنكوبة ؟ أسأل وأنا أتألم لسوريا وأتألم لعجزي بضعفي وشيبتي على تحويل اقتراحي إلى أفعال ومع ذلك أحب أن أفهم