من باب الطرافة لاحظت في المجالس النيابية التونسية أربع عمائم أصحابها لهم في السياسة تاريخ وجدلية... الأول هو الشيخ الزيتوني العالم الإمام محمد الشاذلي النيفر ابن الإمام العالم محمد الصادق النيفر مؤسس الحزب الحر الدستوري التونسي مع الزعيم الزيتوني عبد العزيز الثعالبي، وقد كان الشيخ الشاذلي مناصرا لحزب بورقيبة ضد صوت الطالب الزيتوني لذلك تم ترشيحه نائبا في أول مجلس تأسيسي وأول مجلس نيابي في عهد بورقيبة الثاني هو الإمام المدرس المتفقد بالتعليم الثانوي الشيخ عبد الرحمان خليف...كان ورعا، جريئا في الإصداع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك لما استنكر ما حدث في القيروان من المنكر في رحاب الجامع ومن الوالي تظاهر معه أهل القيروان فعوقب بإخراجه من القيروان ونقلته فخرج القيروانيون يحتجون ويقولون :الله أكبر ما يمشيش وفي عهد بنعلي تم ترشيحه نائبا في مجلس النواب صاحب العمامة الثالث هو الحقوقي الوطني المناضل مؤسس حزب النهضة الأستاذ عبد الفتاح مورو لما فعل بن علي بقيادة حزب النهضة وأنصاره ما فعل هارون الرشيد بالبرامكة تخلى عبد الفتاح عن السياسة حتى تزول الموانع والعواصف، ولما اندلعت الثورة المباركة بتونس رجع إلى السياسة بذكاء وفطنة وانتخب عضوا في مجلس النواب ونائبا لرئيسه فزان المسؤولية العمامة الرابعة كانت على رأس الأستاذ الأول المتخرج من الكلية الزيتونية رضا الجوادي كان ناجحا في التدريس، قادرا على المحاضرة والمحاورة، ولما تولى إمامة جامع الشيخ اللخمي بصفاقس، وأراد أن يجتهد ويأتي بما هو غير مألوف وجد من يخالفه ومن يتهمه سياسيا فتم إيقافه، ثم تمت تبرئته، ولكنه بقي صاحب دعوة دينية أخلاقية على بعض منابر تلفزية حتى دخل معركة الانتخابات التشريعية فنجح، وهو اليوم بعمامته في مجلس النواب الجديد.