كنت قبل فترة عبرت على صفحات الصريح اونلاين عن اسفي الشديد لدى توقف مجلة العربي الكويتية عن الصدور بصفة وقتية قيل انذاك ان اللجنة المشرفة عليها تدرس مسالة التوقف عن اصدارها نهائيا نظرا لغلاء تكاليف الطباعة الورقية وارتفاعها وهو مااضطر ت له عديد العناوين(مجلات وجرائد ودوريات) ولم يدم طويلا توقف مجلة العربي وعادت إلى الصدور من جديد ولاقى هذا القرار ارتياحا وترحيبا واسعين على امتداد الساحة الثقافية العربية وقد صدر انذاك قرار مواصلة اصدار مجلة العربي عن اعلى دوائر السلطة في الكويت ولعله سمو امير البلاد شخصيا هو من اتخذ هذا القرار الصائب وذلك لايستغرب ممن يدرك اكثر من سواه اهمية الديبلوماسية الثقافية نظرا لخبرته الطويلة في السياسة الخارجية (وقد تولى لعدة عقود خطة وزارة الخارجية) فمجلة العربي هي سفيرة الكويت الثقافية لقراء العربية في كل مكان لقد نجحت دولة الكويت ايما نجاح واسدت للثقافة العربية خدمة جليلة تجلت في مااصدرته من مجلات( وفي طليعتها مجلة العربي )ودوريات وسلاسل متنوعة باثمان اكثر من مناسبة في متناول ادنى الفئات الاجتماعيةوهي اصدارات رفيعة المستوى متنوعة المضامين تصل إلى القراء في مواعيدها المحددة لاتتاخر ولاتتخلف جلي ان الكويت ارادت ان تستثمر في المعرفة والفكر ونجحت في ذلك مثلما نجحت في ميادين أخرى عديدة وقدمت للامة وثقافتها خدمة جليلة لاتنكر بعيدا عن التوظيف المبتذل الذي يكون مردوده في الغالب سلبيا في حين أن النهج الذي اختارته الكويت هو النهج السليم و ذلك هو ماحمده الجميع يبدو وياللاسف الشديد أن القرار هذه المرة با يقاف مجلة العربي التي احببناها وتابعنا ها بشغف واستفدنا منها ايما استفادة قرار نهائي و كنا نود أن لايتخذ مثل هذا القرار المؤلم المحزن من دولة الكويت المعطاءة وكنا نود أن يبحث عن حلول أخرى (مثل المبرات التي اقتبسها الغرب عن المسلمين وامكن بهذه المبرات للمؤسسا ت البحثية والعلمية والفكرية في الغرب أن تصمد وتواصل العطاء ) كان يمكن أن يلجا إلى مثل هذا الحل عوض الاستعاضة عن العربي الورقية بالعربي الالكترونية رغم اهمية الافتراضي وسعة انتشاره وتجاوزه للحدود والقيود والعراقيل والمصاعب التي نعترف انها ازدادت بل تفاقمت في ظل ما تعيشه الساحة العربية من تجاذبات تكاد تذهب بالعقل والرشد ومع كل ذلك فالورقي المكتوب يبقى هو الاقرب إلى النفس والاقرب أيضا للقارئ في كل احوال حله وترحاله ( عند فقد الجهاز وانقاع التيار الكهربائي والتغطية غير ذلك سيبقى الكتاب خير انيس وخير جليس ولولا أن الكتاب(والعربي كتاب أن لم اقل كتبا) كذلك واكثر من ذلك لما نوه الله به وانزله تلك المنزلة الرفيعة فيما اوحى به إلى نبيه ورسوله عليه الصلاة والسلام حقيقة انه خبر ثقافي محزن ومؤلم خبر توقف صدور مجلة العربي في نسختها الورقية ووصولها شهريا إلى قرائها حيثما كانوا خبر نتاسف له ولانملك إلا الرجاء من الكويت اميرا وحكومة وشعبا وهيئات ومحسنين (وشعب الكويت شعب العمل الخيري بامتياز )أن لايتخذ هذا القرار قرار ايقاف مجلة العربي عن الصدور وماذلك عليهم جميعا بعزيز وقد اغدق الله عليهم خيره وامنه فمواصلة اصدار العربي وبقية اصدارات الكويت العلمية والفكرية هو ولاشك مظهر من مظاهر الشكر لنعم الله التي لاتحصى وهو ايضا سببا للزيادة منها وصدق الله العظيم القائل لئن شكرتم لازيدنكم.
