وانا اتردد على المكتبات وباعة الكتب اعثر وفي أكثر من مرة على كتب ثمينة اغلبها في التراث الادبي والشعري بالخصوص المتمثل في قصائد اشتهرت وذاع صيتها وتناولها بالمعارضة والتخميس وغيره من فنون الابداع الشعري شعراء كبار فإذا بذلك القصيد يصبح قصائد عديدة في مجموع يعد ديوانا . وجدت وانا اقف امام الكتب المعروضة للبيع مجاميع ثمينة هي معارضات للبردة والهمزية للامام البوصيري ومعارضات للمنفرجة لابن النحوي ومعارضات لقصائد الشقراطسية وبانت سعاد و القصيدة الزينية وغيرها من امهات الشعر العربي التي تناولها العلماء الكبا ر بالشرح والبيان وهي من اجمل واروع وابلغ ما صيغ في المديح النبوي والضراعات والاستغاثات والابتهالات وهي فضلا عن مستواها اللغوي والادبي الرقيع لايخفى ما فيهامن تهذيب للذوق وتعويد على الفصاحة و دعوة إلى الفضيلة والقيم السامية النبيلة وان من الشعر لحكمة يرجع الفضل في نشر هذه النصوص إلى السيد محمد بوذينة رحمه الله رجل الاعمال في القطاع السياحي اصيل مدينة الحمامات(الوطن القبلي) فقد اعتنى واهتم اهتماما شديدا باتاحة الاطلاع على هذا الصنف من التراث الفكري الثمين المغمو ر والذي كاد أن يصبح في عداد المتلاشي رغم ماتتيحه الوسائل العصرية (انترنات)من سهولة جمعه و ووضعه على ذمة من يبحرون في العالم الافتراضي اخرج السيد محمد بوذينة رحمه الله واجزل مثوبته الكثير من هذه النصوص الثمينة وجمعها إلى بعضها واخرجها في اسفار ضمن منشورات بوذينة التي هي بحق مكتبة شاملة اسدى بها للثقافة العربية بصفة عامة وللثقافة التونسية خدمة جليلة فقد اشتملت على ما نوهت به سالفا وكذلك سلسلة تعرف باعلام تونس من القدامى والمحدثين ممن تركوا اثرهم في مختلف الميادين جاءت هذه السلسلة في حجم موحد يتوفر فيه الحد الادنى من المعلومات حول اولئك الاعلام في إخراج انيق وجذاب يضاف إلى ذلك ان الثمن في المتناول ولاشك انه وهو ينجز هذا المشروع لم يفكر في الربح المادي الذي لم يكن في يوم من الايام الكتاب احد مجالاته لقد انفق من ماله ومما افاء الله به عليه ماخلد ذكره وما يلحقه منه الأجر والثواب بعد رحيله عن هذه الدار الفانية وهو في هذاالميدان من العمل الصالح نكاد لانجد له مثيلا اعمال السيد محمد بوذينة رحمه الله في هذا المجال الفكري الذي خدم به تونس واجيالها المتعاقبة عديدة لايمكن أن ناتي عليها في هذه الاطلالة لقد اسدى رحمه الله لتونس ولمثقفيها خدمة عجزت عن تقديمها المؤسسات الحكومية( وزارات وهيئات وهياكل و جامعات ومجامع ومراكز بحث) يرصد لها من ميزانية الدولة كل عام المليارات ولانكاد نرى لها في هدا المجال شيئا يذكر وحتى إذا ما اصدرت شيئا فهو معروض باغلى الاثمان وفي نسخ قليلة محدودة الانتشار السيد محمد بوذينة رحمه الله رجل الاعمال البعيد عن عالم الفكر والثقافة ظاهرا اثبت أن الفرد قادر على أن يحقق وينجز بامكاناته الذاتية ولكن بهمته العالية وبعد نظره حتى في غير مجال اختصاصه وعمله ما لاتحققه مع بعضها البعض الجموع الكثيرة والمؤسسات العتيدة ذات الامكانات المادية والبشرية الكبيرة السيد محمد بوذينة رحمه الله افضى إلى ربه ولكنه ترك من بعده اثرا لايمحى و تراثا لاينسى خدم به البلاد اجل خدمة كنا نود أن تقام للرجل ذكرى وان تعاد طباعة اصداراته بنفس الرؤية التي راها والمنهج الذي توخاه حتى يعم ويتواصل الانتفاع بما اخرجه من عشرات العناوين كنا نود أن يكون محمد بوذينة رحمه الله في صدارة من يكرمون في عيد الثقافة الذي رحبنا بعودته ولكن ...... رحم الله محمد بوذينة وجازاه الله عن الثقافة واهلها وتونس ورجالاتها خير الجزاء والى اسرة محمد بوذينة رحمه الله في الحمامات إذا ما اطلعت على هذه الاطلالة أو اطلهعا عليها مشكورا احد القراء اتقدم برجاء مواصلة عمل والدهم رحمه الله ولهم منا الشكر ومن الله الجزاء الاوفى