حتّى لا نختبئ وراء الكلام الديبلوماسي المنمق، الذي لا يفيد و لا ينفع في عصر أصبحت فيه تنتهك سيادة الدول من أجل مصالح اقتصادية و حفنة من الدولارات على حساب استقرار الدول و راحة الشعوب المسالمة ، دعنا نقولها منذ البداية و نعلنا في وجه الحاكم العثماني الذي مازال يحّن للإمبراطورية العثمانية بأنّ تونس لها رجالها و لها نساؤها و لها تقاليدها و عراقتها في الحكم و لها مواقفها أيضا على مرّ التاريخ في معظم القضايا، ومن هذا المنطلق نعلن أيضا وأنّ ليبيا – التي جئت من أجل دعوتنا للتخندق وراء محورك "السرّاجي يبطى شوية"، لسبب بسيط و أنّ ليبيا هي شقيقة لتونس و لا و لن نخون شعبها الذي تقاسمنا معه تاريخنا وعاداتنا و ديننا و لغتنا و كفاحنا و حدودنا و " الماء و الملح " و بالتالي نعلنا ثالثا و أخيرا و أنّ كلّ محاولتك يا سيد "أردوغان" لتأليبنا ضد " خوتنا " في ليبيا ليس جوابه عندنا لسبب بسيط أيضا هو أنّنا لا نخون الماء و الملح و لا نطعن من الظهر. ولكن يبدو و أنّك أقدمت على هذه المحاولة للمعلومات المغلوطة التي وصلتك و مفادها أنّ تونس أصبحت مهيأة للخيانة بعد "الثورة " بحكم الأوضاع الصعبة، وعليه دعنا نقولها أيضا و بعيدا عن الديبلوماسية الركيكة و أنّ تونس ليست للبيع و لا لبيع صوتها أو موقفها أو أرضها أو التنازل على سيادتها و الشعب التونسي يمكن أن يختلف حول كلّ شيء إلاّ في خيانة جيرانه و أشقائه مهما كان المقابل أو الإغراء بل حتّى و أن ارتكب نظامنا السياسي هذا الخطأ الجسيم فالشعب التونسي لا و لن يسمح بذلك كلّفه ذلك ما كلّفه. لنقول أخيرا لا نزلت سهلا و لا حللت أهلا إذا أتيت تطلب خيانة و بالتالي تمكينك من أراضينا لطعن أخوتنا في ليبيا انطلاقا من أرض الكفاح ، أرض حنبعل و عليسة و الزعيم بورقيبة و فرحات حشاد و الشعب التونسي الأبيّ فذاك لا يعدو أن يكون إلاّ تدنيسا لأرض الشرف والكفاح التي رفضت سابقا تمكين الولاياتالمتحدةالأمريكية من قاعدة عسكرية لها على بلادنا و بالتالي يبدو و أنّك لا تعرف تونس جيّدا و لا تدرك وعي شعبها تجاه هذه المسائل فالرجاء أبحث بعيدا عنّا عن هذه "الخيانة" وبعيدا عن جزائرنا و عن مغربنا و عن مورطانيا أيضا.