لقد قال سي الطبوبي زعيم الشغالين في جمع عمالي كبيرعقد امام مقر اتحاد الشغالين في بطحاء محمد علي ان هذا الاتحاد هو وحده لا شريك له الذي اشعل واوقد نار الثورة في هذه البلاد وهو الذي عجل بوضع حاد لنظام بن علي بكتثيف الاضربات وتنظيم وتدبير وقيادة الاحتجاجات في كل المجالات وفي فكل القطاعات حتى ادى الأمرالى فرار بن علي وترك البلاد ما فيها من العباد ولم يرجع اليها حتى ادركه في غربته الممات وترك فيها كل صلة له بهذه الحياة وان كل الحكومات التي تشكلت تحت غطاء وخيمة ثورة الربيع لم تستطع ان تحقق للشعب بحكم ضعف سياسييها وانعدام حسهم الثوري اي شيء من مقومات الكرامة ولا من مظاهرالرفاهية التي ذهب شهداء الثورة ضحايا في سبيل تحقيقها وهم مفعمون بروح المبادئ السامية الوطنية وبناء علي هذا الكلام ومادام الأمر على هذا الحال اليس لنا ان نقترح على كل الأحزاب السياسية التي عجزت الى حد الآن عن مجرد تكوين حكومة تخرج بالبلاد من عنق الزجاجة البلورية ان تتنازل وان تتاخر وان تترك وان تسلم امر تكوين هذه الحكومة الجديدة الى سي الطبوبي فهو بلا جدال شخصية وطنية مشهود لها بالقوة وبالقدرة وبالفاعلية هذا اضافة الى كونه شخصية تجمع حولها اغلب التونسيين الشغالين الذين تقول الاحصائيات انهم يمثلون اكبر طائفة واكبر طبقة في هذه البلاد التونسية؟ ودعوني بالله عليكم من تذكيري بتكرار ما جاء في الدستور في ما يتعلق بشان قوانين تكوين الحكومة مادام هذا الدستور لم يستطع افادة التونسيين واخراجهم من هذه الخلافات السياسية المشؤومة بل انني لاظن بل اجزم ان من اسباب وقوع التونسيين في هذه الماسي السياسية هو هذا الدستورالذي عقد شؤون التونسيين وجعلهم يتيهون ويضيعون في كل طريق وفي كل سبيل وفي كل ثنية... اوليس هذا هو الحل الأمثل واحسن السبل لتكوين حكومة تسلم من السنة ومن نيران القدح ومن نوازع الخلاف ومن اساليب الجدل؟ أ ليس بهذا الحل تستريح البلاد من الخلاف الدائم التاريخي بين الحكومة واتحاد الشغالين الذي ساهم في تعطيل عجلة اقتصاد البلاد من حين الى حين؟ أ ليس في الدمج بين الحكومة والاتحاد حتى يكونا كيانا وجسدا واحدا راحة للجميع قد تعجل بتحقيق مطالب الثائرين في ثورة الربيع؟ فهل يرضى السياسيون المحترفون ان يسلموا امر تشكيل الحكومة القادمة الى سي الطبوبي ويرضون بحكومته وهل يرضى الطبوبي بهذا الأمران اسند اليه وان وكل به دون غيره؟ اجيبوني ايها الناس دون ان تنسوا قول احواننا المصريين(الماء يكذب الغطاس)او قول حكماء التونسيين(جاء ليعينه على قبر ابيه فهرب له بالفاس)