لقد صرح سي نبيل القروي بعد مرورمدة ليست بالقصيرة من تلكم المناظرة التلفزية الشهيرة التي جرت بينه وبين منافسه سي قيس سعيد على نطاق ومضمار بلوغ منصب رئيس الجمهورية انه لم يكن يوم تلك المناظرة التلفزية التاريخية في تمام صحته الجسدية اذ كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وكان قاب قوسين او ادنى من جلطة مرضية وان طبيبه قد نصحه بعدم حضور تلك المناظرة التلفزية ولكنه اصر على الحضور والالتزام بتعهداته السياسية ...اما العقلاء فيقولون له بعد واجب الدعاء له بالشفاء التام من كل الأمراض ومن كل الاسقام الا ترى من باب قولهم( ان الاعتراف بالحق فضيلة )انه حتى لو كانت صحتك من حديد او (زي البم) كما يقول اخواننا المصريون فانه لم يكن في وسعك ولا في امكانك ولا في مقدورك الانتصار على منافسك قيس سعيد فالتونسيون قد سمعوك كثيرا وطويلا وانت تتحدث قبل تلك المناظرة التلفزية وانت متمتع على ما يبدو بكامل قوتك وبتمام صحتك الجسدية فلم يروا ولم يظنوا ولم يجزموا ولم يعتقدوا ولو للحظة واحدة انك تفوق منافسك في الشروط وفي الصفات المطلوبة في منصب الرئاسة فقد كان منافسك والحق يقال وفي كل محطاته الكلامية يتكلم ويحلل بكل ثقة واطمئنان وبلسان وباسلوب عربي سلس جميل سليم بينما كانت دائما تتعثر في اختيار الكلمات وفي تركيب الجمل العربية السليمة ولو كان الأمر بيديك لاخترت ان تكلم التونسيين باللغة الفرنسية او الأعجمية وتريح نفسك مما تقع فيه من العسر والاضطراب وانت تحاول ما استطعت ان تنطق وان تتكلم بجمل مفيدة عربية ولعل ذلك التلعثم وذلك الاضطراب وذلك العسر وتلك الاتعاب هي التي جعلت منافسك سي قيس سعيد في تلك المناظرة ينتصرعليك بالنقاط وبكثر من النقاط و بكل يسر وبكل بسهولة و دون عناء او تعب او ارهاق وجعلته يظهر امام التونسيين جميعا بطلا وفارسا لا يشق له غبار في اللغة وفي البيان وفي التبيين ولكانه من فصيلة ادباء جيل الجاحظ وابي تمام والبحتري والتوحيدي ومن الحقوا بهم واعتبرهم الناس من فرسان القلم والقرطاس وفصيح الكلام...وعلى كل حال متعك الله وايانا بتمام الصحة والعافية ومن يدري فلعلك تلاقي منافسك هذا مرة اخرى في مناظرة رئاسية تلفزية قادمة وتكون في ذلك الوقت سليما من ضغط الدم وغيره من الأمراض والأسقام فتتكلم وتعبر كاحسن ما يكون التعبير وكاجمل ما يكون الكلام لكن ننصحك والنصيحة كما تعلم من دين الاسلام ان تتمرن وان تستعد منذ الان جسديا وفكريا كما يجب الاستعداد فمنافسك او منافسوك كما رايت صحيا ولغويا من الوزن الثقيل وقاموسهم او قواميسهم والسنتهم قادرة على الاتيان بكل بديع وبكل جميل منمق موزون ولاشك انه لا ولن يستطيع ان يصمد امامهم المتلعثمون والمضطربون وهل نسيت ذلك الكلام المعلوم والمحفوظ منذ زمان(عند الامتحان يكرم المرء او يهان)؟