احياء للذكرى 68 لاندلاع الثورة التونسية ذات يوم في 18 جانفي 1952 نظم اليوم الحزب الدستوري الحر اجتماعا شعبيا عاما بأحد الفضاءات السياحية الجميلة ببنزرت أين غصّت القاعة بحضور جماهيري لافت للانتباه ووجود أمني مكثف لتأمين هذا الاجتماع العام و أيضا بحضور اعلامي كبير بمختلف محامله السمعية و البصرية و المكتوبة و الالكترونية لتغطية ردهات هذا الاجتماع. منذ حلول رئيسة الحزب الدستور الحر عبير موسي بالقاعة اعتلت الحناجر صادحة " بالروح بالدم نفديك يا عبير " و"تونس حرّة، حرّة و الإخوان على برّة " و " لا خوف لا رعب دستوري ولد الشعب" وغيرها من الشعارات ليتم افتتاح هذا الاجتماع بتلاوة الفاتحة ترحما على شهداء تونس الأبرار ثمّ النشيد الرسمي للجمهورية التونسية فضلا عن عرض شريط وثائقي لتاريخ الحركة الوطنية التي وضعت لنفسها هدف تحرير الوطن من براثن الاستعمار. في بداية كلمتها، رحبّت عبير موسي بالجمهور ورحبت ترحابا خاصا بالمناضل الحقوقي عمّ علي بن سالم الذي كان حاضرا في الصفوف الأمامية بجانب الأعضاء الحاضرين من الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر على غرار علي الطياشي وكريم كريفة و ألفة العياشي و ثامر سعد و عواطف الماجري و ناجي المي ومجدي بوذينة و ريم ساسي لتنطلق السيدة عبير موسي في وضع هذا الاجتماع العام في إطاره بقولها " أمام تجاهل السلط الرسمية للاحتفال بذكرى ثورة 18 جانفي 1952 التي خاضها الزعيم الحبيب بورقيبة و رفاقه و بدور مشرف من الاتحاد العام التونسي للشغل حيث حققت هذه الثورة أهم هدف لها و هو تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي و ارساء الدولة الوطنية و ارساء النظام الجمهوري و بعث الجيش و الأمن التونسيين و احداث العملة التونسية فضلا عن تحقيق الجلاء التام للمستعمر عن قلعة النضال بنزرت و التي ساهم فيها كل التونسيين بصدور عارية من بنزرت إلى تطاوين، وأيضا مواصلة بناء ركائز الدولة الحديثة. مستدركة أين نحن اليوم من ذلك بعد 9 سنوات اشتعلت خلالها كلّ الخطوط الحمراء للبلاد من انحدار كل المؤشرات الاقتصادية و تدور القدرة الشرائية و الاغتيالات السياسية و فكر الغنيمة و النضال بمقابل، وبالتالي نحن اليوم يتمثل أهم هدف للحزب الدستور الحر هو استرداد الدولة الوطنية حتّى لا يتم بيع ما تبقى فيها، مضيفة هم يتحدثون عن ثورة 14 جانفي 2011 و في هذا المجال هناك عدّة أسئلة – دائما حسب عبير موسي - لابدّ من الاجابة عليها و مفادها من قتل ال 300 تونسيا بعد 14 جانفي في حين لم يسقط قبل رحيل بن علي إلاّ 69 شهيدا؟ و لماذا اقتصرت المحاكمات على الأمنيين فقط و لم يحاكم من قتل ال 300 من شبابنا بعد مغادرة بن علي؟ من هم القناصة الذين اعتلوا السطوع زمن الثورة؟ ما هو مآلهم و لماذا تمّ طمس هذا الملف؟ و من قتل شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمي ومازال التهديد و الاغتيالات السياسية قائمة إلى اليوم و آخرها ما رشح من أخبار حول التخطيط لاغتيال السيدة مباركة عواينية؟ وفي تعرضها لموضوع تكوين الحكومة قالت لسنا معنيين بالمشاركة في حكومة فيها رائحة «سيدي الشيخ» على حد قولها، وموقعنا بالمعارضة متسائلة في نفس السياق لماذا لا يغتنم ال 134 نائبا الذين أطاحوا بحكومة الحبيب الجملي و يبادرون بتشكيل حكومة بدون «اخوانجية» وبذلك يكون مكانهم الطبيعي في المعارضة بعد أن فشلوا لمدة 9 سنوات من تسيير للشأن العام؟ لا أدري لماذا لا يلتقط هؤلاء هذه الفرصة السانحة وهي أيضا فرصة للإخوان ليقفوا وهم في المعارضة وقفة تأمل ويراجعوا أنفسهم و هذه هي مبادرة الحزب الدستوري الحرّ و لكن هل من مستجيب؟ هذا و تجدر الإشارة إلى أنّه قد سبق كلمة عبير موسي كلمة كلّ من السيد محمد الهيشري عضو المكتب الوطني للحزب الدستوري الحر و التي بدأها بالترحاب بعبير موسي و الإشارة إلى أنّ ثورة 18 جانفي 1952 التي نحيي اليوم الذكرى 68 منها هي الثورة الحقيقية لتونس البورقيبية من أجل استرجاع كرامة و سيادة الوطن من الاستعمار الفرنسي في حين ترحمّ الأستاذ علي الطياشي في كلمته على كل المناضلين و المناضلات الذين ساهموا في تحرير و بناء الدولة التونسية الحديثة ذاكرا بالاسم أحد مناضلات بنزرت المرحومة آسيا كندارة مشيرا إلى أنّ لشرف لبنزرت لاستقبال الأستاذة عبير موسي سلالة النضال البورقيبي لمواصلة هذا المشوار من أجل استرجاع الدولة الوطنية. ..