إلى مَ الخُلْف بينكم إلا ما وهذي الضجّة الكبرى علاما وفيمَ يَكيدُ بعضكم لبعض وتُبْدون العداوة و الخصاما هي مناسبة أن أذكّر بهذه الأبيات "العظيمة" لأحمد شوقي التي لو فهمها العرب لكان وضعهم اليوم أحسن بكثير ممّا هم عليه لكن دَعْنا اليوم من العرب ولنفكّر في وضعنا الذي هو ليس أحسن من وضع كلّ العرب وكفانا تغنيّا باعتدالنا ومواقفنا واحترام الدوّل والمنظّمات الإقليميّة والدوليّة لبلادنا، فنحن نعيش اليوم أتعس أطوار تاريخنا والذي شبّه تونس اليوم بأنّها في وضعها الحالي قريبة من وضع عهد بن إسماعيل الذي أفرغ الخزينة وهرب هو على حقّ. لكن أريد أن أرجع لإقصائنا من مؤتمر برلين فالأسباب عديدة ولا يمكن استثناء مواقفنا من الوضع في ليبيا ولا لزيارة أردغان المفاجئة لبلادنا والتي لا نعرف إلى اليوم ما دار فيها ولا إبعاد وزير الخارجيّة المتشبّع بالملف الليبي ولا بتقيّيم موقف تونس لأطراف النزاع لكن وأمام تعدّد الأسباب فالنتيجة واحدة وهي الإقصاء لأكبر متضرّر مما سيقع في ليبيا، وما سيسفر عنه مسار الحرب القائمة فيها ولأهمّ لاعب كنّا لا نتصوّر وضعه على "التُوشْ" وهذا نقوله بمرارة و لا نستطيع قبوله فهو "حربوشة" يصعب علينا ابتلاعها لذلك سأُسَاهم بطرح دليل لسبب الإقصاء الذي يتداول اليوم بقوّة بدون تدليل على صحّة ما يبرّر به هذا الإقصاء رغم أهمّيته وهو بكلّ وضوح ودون أي خلفيّة موقف رئيس الجمهوريّة من إسرائيل، وذلك بنقل ما قاله الطالبي عن "مِرْكَلْ" عند زيارتها للكيان الصهيوني المحتلّ… يقول الطالبي في كتابه الذي عنوانه «الإسلام ليس حجاب بل عبادة»، وقد كتبه بالفرنسيّة وتناول فيه دراسة أسس الإسلام بنظرة جديدة يعرّفها الطالبي بتجديد الفكر الإسلامي: "وهذا نصّ ما قاله الطالبي:"بمناسبة زيارتها لإسرائيل في بداية سنة 2007 السيّدة "مِرْكَلْ" صرّحتْ في الكنيست أنّ:" كلّ اعتداء على إسرائيل هو اعتداء على ألمانيا"ويعلّق الطالبي على هذا التصريح بقوله :" لمن يحسن الاستماع هذا التصريح معناه أنّ "المعتدين الفلسطينيّين" على اليهود خلاص انتهى أمرهم. وبهذا أنهتْ "مِرْكَلْ" موضوع المحرقة فألمانيا النازيّة ليس مسؤولة عنها والمسؤول عن المحارق هو الإسلام يقول لنا الكردينال "تسرون":"لقد طلبتُ بإلحاح من القديس "سياج" منذ بداية ديسمبر لوضع مدوّنة على الواجب الشخصي للرضوخ والطاعة لما يمليه الضمير إذ هذه النقطة حيويّة بالنسبة للمسيحيّة لأنّ الإسلام الذي استغلّه هتلر كمثال بسبب ابن المسلمة "هاس" يعوّض الخضوع لتعليمات الضمير بتعليمات النبي أو خلفائه بدون رويّة.. أمّا أنا فأضيف أنّ العراق قد حُطّم لأنّه جاهر بعدائه للصهاينة و ووجّه صواريخه نحوها وسوريا التي ما زالت إلى اليوم تعاني من الدمار وويلات الحرب لأنّها تمثّل محور الممانعة وقصف غزّة مرّتين بالفسفور الأبيض بمساندة من امريكا سببه ما يتوقّع من تعرّض أمن اسرائيل من المقاومة… إنّ "اليهو- نصرانيّة" التي تحكم الولايات المتّحدة سوف لن تتخلّى على إسرائيل ولو حطّمتْ كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة الممانعة للتطبيع مع إسرائيل، وحتّى لا أفهم خطأ فليس معنى هذا أن نطبّع مع إسرائيل بل إنّ مواقفنا المساندة للشعب الفلسطيني في قضيّته العادلة يجب تتواصل دون انقطاع مثلما دأبتْ على ذلك تونس منذ فجر الاستقلال في المحافل الدوّليّة و بإتّباع ومساندة المواقف الفلسطينيّة حتّى لا تتضرّر القضيّة التي هي قضيتهم بالتدخّلات التي مارستها الدوّل العربيّة على أصحاب القضيّة طوال سنين والتي لم تتحرّر منها إلّا بتحوّل السلطة الفلسطينيّة لتونس وأخذ زمام أمورها بيدها مع المساعدة والنصح من الحكومات التونسيّة المتعاقبة لأنّ العنتريات والمواقف المرتجلة وإن هي مقبولة عندما تصدر عن الجمعيات والمنظّمات و الشعوب العربيّة فهي مرفوضة عندما تصدر عن الحكومات حتّى من السلطة الفلسطينيّة الممثّل الشرعي والوحيد للشعب التونسي لأنّ بعض المواقف غير المتّفق عليها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينيّة قد تضرّ القضيّة أكثر من أن تنفعها…