بعد أداء صلاة الجمعة ...اوقفني صوتها الرخيم البريء فالتفت في استحياء فابهرني جمالها الساحر ...فاوحيت لها تعبيرا بيدي اليمنى :"من اي موطن تكونين ؟" فاشارت لي باحرف من ذهب منغمة بانغام من كون غير ما تقطنه من وراء طفولة بريئة ..انها من قرية غير بعيدة من الجامع ...الذي جمع لقائي بلقائها...وغير بعيدة من جغرافية موطنها وموطني. وصمتت عن نبرة وقفتها الحسناء..واشاحت عني وجهها واخفت عني شموخ احساسها بالكبرياء واشارت لي الى محفظتها ، محفظة كتب دراستها .. وبما انني تعودت على الوقوف في اكثر من مكان قريبا من مطالب حسنات الكرامة والبراءة والعطاء ...رغم ما اسمعه عن كثير المغالطات لبعض المتسولين والمتسولات محترفي مثل هذه المهمة كتحيل لاستباحة الاستعطاف ...وتشويه العطاء التلقائي النابع من التعاون الامني والغذائي ...وكدت اشك في ان جمالها ربما يكون من اجل استبلاه واستعطاف من يرق قلبه لجمالها ومنحها العطاء دون تفكير في حيل بعضهم وبعضهن .. ورغم مرور الافكار السلبية على ذاكرتي وتاكيدها على انهن يستجدين بعيدا عن الدافع الخيري من اجل التمعش الدوري والآلي للكسب المادي وهزني الهوس للتصريح الداخلي بانه حتى المحفظة ربما تكون من وسائل الابتزاز الوجداني التي تفرضه الانوثة في واجهة والجمال الرباني المطبوع من وجهة اخرى ... وقد تستجدي مني ثم ممن ياتي بعدي،... وتوقفت يدي في جيبي من اجل فعل الخير الذي ازمعت فعله بما تجمعه اصابعي ...ثم لما قربت يدي من كيسها المفتوح للعطاء والتصدق ...اغلقته بحركة مدروسة رايتها بارعة الاحساس من اعماق البراءة وهمست لي والدمع ينساب على خديها : لا لا... يكفي انك احسنت قراءة قسمات جمالي بشاعرية قريبة من الاحسان طول دهور من الازمان واعدت صورة مجتمع الابداع في قلب الانسان ..