"خماخم يرمي المنديل"... هذا ما يروج حاليّا في أوساط النّادي الرياضي الصفاقسي ولدى الرّأي العامّ الرياضي عموما بعد أن عبّر رئيس الهيئة المديرة الحالية منصف خماخم عن عدم رغبته في ترشيح نفسه لمدّة نيابية جديدة بعد أن تنتهي مدّته النّيابية الثّانية في الصّائفة المقبلة. رئيس الهيئة المديرة لنادي عاصمة الجنوب أعلن عن هذا القرار إثر الاجتماع الخاصّ برموز النّادي الذي التأم يوم السّبت غرّة فيفري الجاري. وقال خماخم بخصوص الأسباب التي دفعته إلى اتّخاذ هذا القرار إنّه تعب كثيرا من تحمّل أعباء التّسيير. العديد من أحبّاء السّي آس آس رحّبوا بإعلان منصف خماخم عن عدم رغبته في مواصلة رئاسة النّادي إثر انتهاء مدّته النيابية الحالية... وسعيا لدفع الرّجل لتفعيل هذا القرار على أرض الواقع طلبت مجموعات الأحبّاء المنتمية ﻟ"الكورفا نورد" من خماخم الالتزام كتابيّا بعدم التّرشّح لمدّة نيابية جديدة حتّى يتراجعوا عن مقاطعة أنشطة ومباريات مختلف الفرق المنتمية للنّادي – وهو ما تجاهله المعني بالأمر إلى غاية هذه السّاعة. لا شكّ أنّ رحيل منصف خماخم في صورة تأكّده قد لا يخدم مصلحة النّادي الرياضي الصفاقسي اعتبارا للعزوف غير المسبوق عن تحمّل مسؤولية تسيير شؤون الجمعية وعدم وجود بديل في المشهد بإمكانه أن يتسلّم المشعل من خماخم في الظّروف الحالية خاصّة وأن العجز المالي الكبير وتراكم الدّيون من شأنهما أن لا يشجّعا أيّا كان عن تقديم ترشّحه لرئاسة النّادي. من جهة أخرى لم تعد هناك في الواقع رغبة حقيقية لدى رجال الأعمال ورموز النّادي في تحمّل مسؤولية التّسيير داخل الجمعية نتيجة غياب الامتيازات والحوافز و"البرستيج" التي كان يتمتّع بها المسيّرون السّابقون – وخاصّة قبل الثّورة. كما أنّ سلوك وتصرّفات جانب هامّ من الأحبّاء تجاه المسؤولين في السّنوات الأخيرة وكذلك عدم احترام الجمهور لهم وشتمهم والسّعي أحيانا لإجبارهم على الانسحاب لمجرّد حصول عثرة على مستوى المسيرة سيؤدّي حتما إلى تعذّر وجود من لديه استعداد أو رغبة لقيادة سفينة النّادي. لا بدّ كذلك من الإشارة إلى أنّ البعض ممّن عبّروا عن استعدادهم لرئاسة الهيئة المديرة في أوقات سابقة هذا الموسم وفي الموسمين الماضيّين لم تعد لديهم رغبة في تحمّل مسؤولية تسيير شؤون الجمعية بعد أن تمّ طيّ صفحة الانتخابات البلدية ومن بعدها صفحتي الانتخابات التّشريعية والرّئاسية والذين كانوا ينوون من خلال تسيير شؤون السّي آس آس إلى استعمال هذا الأخير كمطيّة لتحقيق مطامحهم السّياسية. إذن يمكن القول إنّ الصّورة تبدو قاتمة اعتبارا لأنّ النّادي الرياضي الصفاقسي أصبح مهدّدا مستقبلا بأن يعيش أزمة تسيير غير مسبوقة في ظلّ الضّغوطات العديدة التي تعيشها الهيئة المديرة الحالية التي قد تعجز في نهاية الأمر عن مواصلة أداء دورها بالشّكل المطلوب خاصّة في ضوء احتداد الأزمة المالية وتراكم الدّيون – كما أشرنا – وفي غياب الدّعم المالي ومحدودية الموارد المالية القارّة وتواضع مداخيل المباريات. حسب اعتقادنا يبقى المخرج الوحيد من الأزمة الحالية هو نجاح السّي آس آس في التّتويج بألقاب جديدة هامّة هذا الموسم تشجّع على التفاف الجمهور ورجال النّادي حول الجمعية... ولا شكّ أنّ الفريق أمام فرصة مناسبة للسّعي لتنقية أجوائه الدّاخلية ومواصلة مسيرته بحظوظ وافرة في تجاوز أزمته وتحقيق أهدافه المنشودة وتتمثّل هذه الفرصة في مباراة كأس السّوبر المحلّية التي ستجمع الفريق بالتّرجّي الرياضي التّونسي في منتصف شهر مارس المقبل. فهل يتوّج نادي عاصمة الجنوب بهذا اللّقب الذي ينقص سجلّه وتعود بالتّالي البسمة إلى شفاه أنصاره؟ هذا ما يتمنّاه فعلا الغيورون على قلعة الأجداد!