احيانا كثيرة اشعر ان نفسي كئيبة جدبة فوق اللزوم ورغم هطول الامطار فانني اشعر انها لم تصل بعد الى اديم الارض وحتى ازهاري الشاحبة السوداء اراها تتراقص عن بعد من اجل استنشاق عطر مطر السماء وتقف وراها تتمطط حتى تصل الى قطع اوراقها عن جذورها ...اراها مثلي تمد اعناقها من اجل التمسح بخياشيمها على عطورات الحرية التي اطالت وصولها فوق ارض فلسطين ....يعاودني الاحساس المر فوق كل الاراضي العربية المكلومة من حدسها الى اعماق حسها ...ويعاودني هاجس الخوف من انتمائي الى عروبتي؟ اتراني لو اخذتني سنة ونوم ساصافح اشراقة غدي العربي ناصع الوضوح على كل قممي العربية الموشحة بالاكليل السياسي والزعتر الوضاح والصبر الجراحي ..فكم نحن نحتاج الى جراح عبقري ونطاسي لياخذ وقته في علاج العلاج الذي ضيعه العرب في تقييم ما جرى لنا منذ عهد التفرقة والضياع وسنوات الهزائم والقراح التي اختلطت علينا من ليلنا الحالك الى صباحنا الاظلم....وان غد الشروق العربي قريب الابراق بعودة الامل مصحوبا بالطموح ..