مرة اخرى اقول وانا آسف محزون ان شعراء هذا الجيل ان (صح وصدق فيهم طبعا اسم الشعراء) ضعاف عجاف من حيث الموهبة الشعرية عاجزون عن الاتيان بشعر مفيد جميل مثل الذي جاء به الشعراء العظام الأولون وليس ادل على ذلك لمن ارادوا الدليل البرهان على ما اقول من صمتهم المريب الغريب الطويل وعجزهم على امتاعنا ولو بقصيد واحدة جميل يصف ويصور ما يقاسيه العالم اليوم بما فيه من ملايين البشر من وقع واثر وباء كورونا تسعة عشر الذي يكاد لهوله وفظاعته وبطشه الا يبقي ولا يذر...بينما وفي المقابل لذلك ولو تصفحنا اعمال الشعراء الحقيقيين السابقين لشعراء هذا الجيل لوجدنا هم قد ابدعوا في وصف احوالهم عند وقوع الأوبئة الكثيرة المفاجئة التي اردتهم بين صريع وضحية وقتيل ...فهذا الشاعر المصري علي الجارم وهو من شعراء بلاد نهر النيل و من مواليد اواخر القرن التاسع عشر1881 قد نظم قصيدة في مخاطبة وباء الهيضة المعوية المعروف بوباء الكوليرا الذي انتشر بمصر سنة1895 وحصد الأرواح صباحا ومساء من اليمين الى الشمال ومن الشمال الى اليمين مما جعل قريحة هذا الشاعر تختمر و تنفجر وهو لم يبلغ بعد سن الخامسة عشر فخاطب هذا الوباء بابيات شعرية وكانه اراد ان يمسك بتلابيبه ويطرده من ارضه طردا ويصرعه صرعا ويرديه قتيلا وقد اخترت منها لقراء الصريح هذه الأبيات وانني احسب واظن انها كافية في الدلالة على شاعرية هذا الشاعر الذي كان له في عالم الفكر والأدب والشعر في ذلك الزمان صولات ويالها من صولات وجولات يا لها من جولات قد امتلات وازدانت بكلماتها وجملها وابياتها وصداها الكتب والصحف والمجلات اي هذا المكروب مهلا قليلا قد تجاوزت في سراك السبيلا ما غلبت النفوس بالعزم ولكن هكذا يغلب الكثير القليلا انت كالشيب اذا داهت ابن انثى لم تزايل جنبيه حتى يزولا يا ثقيل الظلال اذيت بالمال وبالنفس فالرحيل الرحيلا من يبيت عنده الهزبر نزيلا كان من قبل زاده ماكولا فارتحل يا بارد الفؤاد قريرا مرويا من دم العباد الغليلا اما اخوكم كاتب هذه السطور فانه يقول ويبتهل في اخر سطر الى الله خالق البشر وخالق فيروس كورونا تسعة عشر فيقول له اللهم يا عليما بالجهر وبالسر اذهب عنا وعافنا ونجنا من كورونا ومن كل شر بما تشاء وكيفما تشاء فانت على كل شيء قدير وبالاجابة جدير وقد التجاءنا اليك بعدما اعجزتنا الحيل واعجزنا التدبير فاعذنا يا رب بكلماتك التامة من شر كل دابة وفيروس وهامة واكتب لنا النجاة والعافية والشفاء والسلامة وعرفنا مقدار نعمة عافيتك بدوامها ولا تعرفنا نعمة عافيتك بزوالها ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا ما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.