هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    الدزيري: الانستغراموزات وبائعات الهوى وتجار المخدرات اصبحوا نموذجا يقتدى به من عديد الشباب والاطفال    المهدية: محامو الجهة ينفّذون وقفة احتجاجيّة وإضرابا حضوريا بيومين للمطالبة بإحداث محكمة استئناف بالجهة    بنزرت: اكثر من 50 عارضا يؤثثون فعاليات الدورة الثانية من معرض بنزرت للفلاحة    مصر.. موقف صادم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    رئيس مولدية بوسالم ل"وات": سندافع عن لقبنا الافريقي رغم صعوبة المهمة    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    فيلم "إلى ابني" لظافر العابدين يتوج بجائزتين في مهرجان "هوليوود للفيلم العربي"    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    الألعاب الأولمبية في باريس: برنامج ترويجي للسياحة بمناسبة المشاركة التونسية    فازا ب «الدربي وال«سكوديتو» انتر بطل مبكّرا وإنزاغي يتخطى مورينيو    جندوبة...المندوب الجهوي للسياحة طبرقة عين دراهم.. لدينا برنامج لمزيد استقطاب السائح الجزائري    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    بنزرت .. شملت مندوبية السياحة والبلديات ..استعدادات كبيرة للموسم السياحي الصيفي    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    رمادة: حجز كميات من السجائر المهربة إثر كمين    نابل: السيطرة على حريق بشاحنة محملة بأطنان من مواد التنظيف    توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    عاجل/ أحداث عنف بالعامرة وجبناينة: هذا ما تقرّر في حق المتورطين    عاجل/ منها الFCR وتذاكر منخفضة السعر: قرارات تخص عودة التونسيين بالخارج    أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي على المشهد الليبي ؟    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    طبرقة: فلاحو المنطقة السقوية طبرقة يوجهون نداء استغاثة    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 8 أشخاص في حادثي مرور    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    الجامعة تنجح في تأهيل لاعبة مزدوجة الجنسية لتقمص زي المنتخب الوطني لكرة اليد    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    بعد الاعتزال : لطفي العبدلي يعلن عودته لمهرجان قرطاج    ردا على الاشاعات : حمدي المدب يقود رحلة الترجي إلى جنوب إفريقيا    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    وزير الدفاع الايطالي في تونس    صور : وزير الدفاع الايطالي يصل إلى تونس    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    بسبب فضيحة جنسية: استقالة هذا الاعلامي المشهور..!!    فظيع/ جريمة قتل تلميذ على يد زميله: تفاصيل ومعطيات صادمة..    لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات مواطن حر: هذيان نصف عربي
نشر في الصريح يوم 10 - 04 - 2020

التقيا هو وهو مجنونان منذ الثورة التونسية رفيقهما الوحيد هو – الجنون - من شدة التعلق به حتى الادمان او حتى ادمان الجنون على جنونهما المعهود ، عرفا بسلمهما الغريب ...وكان يسمحا لنفسيهما بالمرور عبر الازقة والشوارع ويمران في كنف السلامة المرورية والانسانية الاجتماعية ....تراهما فلا تستطيع ان تفرق بينهما ولو حتى انك رسمت علامة لتفرق بينهما فانهما يزيلاها بحذق غريب او يرسم من لم يعرفها مثلها على موقع جسمه كما موقع توأمه ...خلال تجوالهما كل واحد منهما يطلع على احوال العالم ويناقشان اغوارها بكل دقة وتمحيص وامعان دون المساس بحرية الملاحظين او المتابعين على حد سواء بين المسالمين الاصحاء او المعتوهين او المجانين ...واليوم عند مروري بمجلسهما...بالسوق الاسبوعية المغلقة على قديمها الحركي اجتمعت معهما مع تشديد المحافظة على مسافة الامان العالمية التي ضبطها لنا ناموس كورونا المدمر ..وقبل ان افصح معهماعن مقصدي رايتهما في عمق استغرابي وهما يضحكان ملئ صمتهما الذي عوداني عليه ، ولما استفسرت عن صنيعهما بكل جنون وحزم واحترام وتقدير...اجابني الاول هامسا :
ما فعله بعض العقلاء يبعث على الجنون والغرابة وفرض السؤال – كيف يجرؤ عاقل وسوي وعامل بكامل مداركه في سلك وظيفي ان يتحيل على اخذ ماهية مواطن محتاج الى حد قبعته وفقير وزوالي تكاد الخصاصة تبكي حاله شفقة واحساسا مرا بما يحيط به ...ويغتال ما كتب له وقدر له كاعانة اجتماعية ووطنية وانسانية ...وكيف يا ربي يحس بانسانيته اللاانسانية تحوم حول عودة الروح اليها في ظروف الضيق الكوروني والعطب الاجتماعي الماساوي ؟ كيف يمكن لهم الوقوف في نفس الطابور مع الكادحين المتعبين بانتظارت العون والاعانة الضئيلة من اجل غد التواصل الحياتي والكدح الدائم من اجل كسب لقمة العيش الرائق...لقد فعلوها دون وجل او خجل فما العمل ؟وفي اللحظة الحية المفعمة بالألم رفع المرافق الثاني اصبعه باحترام خجول وهمس متأسفا من الاسوياء الحكماء العقلاء :ماذا ترك هؤلاء لنا ولمثلنا وللفقراء المتعبين ؟ وماذا يكون رد فعلهم لو وقف المحتاجون في طابورهم للنيل ولو نزرا مما يتذوقون ؟ وقبل ان تسقط دموعي بينهما معا همست والاسف الاجتماعي يلفني حتى اقعدني عن الكلام والمشي :ما العمل اذا ...وقد خيبوا عندنا جميل الانتظار في زمن الازمات والاحتياجات والامانات وتقريب الاعانات من قلوبنا الرحيمة ؟فاخذ الكلمة الاول من مرافقيّ وهمس لي كانه يذكرني بحكايا القديم من تاريخنا الموعظي التاريخي :لو كان للعدالة ان تقام من جديد في مجتمع القرن 21 لامكن لمن فعل مثل هذا الخطا الفادح ان يجمّعوهم في ملعب او ساحة كبرى بحضور الجمهور المقهور ويلثّموا الفقراء او بعضهم حين حضور الجزاء الآفاقي ...فيمتطي الفقير او المحتاج ظهر صاحب الفعلة الاختطافية الابتزازية ...ملثّما او مقنّعا حتى لا يتعرف عليه الفاعل ولا يبرمج لا قدر الله ردة فعل انتقامية ويجري به مسافة 200 متر كاملة دون مضاربة او مغالطة على ان يمنحه في نهاية المسافة نفس القيمة التي جار عليها دون حق حفنة وعي من ابداع طرفة ابن العبد :
و ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند
فذرني و خلقي إنني لك شاكرٌ و لو حل بيتي نائياً عند ضرغد
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالدٍ و لو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مالٍ كثيٍر و زارني بنونٌ كرامٌ سادةٌ لمسود
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
فآليت لا ينفك كشحي بطانةً لعضبٍ رقيقٍ الشفرتين مًهند
حسامٌ إذا ما قمت منتصراً به كفى العوذ فيه البدء ليس بمعضد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.