يسلط الكاتب ريتشارد سبنسر في مقال له بصحيفة «التايمز» الضوء على القرار السعودي بوقف العملية العسكرية في اليمن، مستخلصا أن حرب اليمن كانت بمثابة «تسلية» لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يريد حاليا الخروج منها. ورغم أن الإعلان السعودي الأخير جاء كمحاولة للمساهمة في مواجهة فيروس كورونا، فإنه يعتبر أيضا محاولة لوقف الحرب، وربما كان على ما يبدو محاولة لتخفيف الضغط على الآلة التي تدفع سفينة الدولة، وفق ما قالته الصحيفة. واعتبرت الصحيفة أن الحرب على اليمن كانت مرتبطة ب«السياسة الداخلية» في المملكة، مشيرة إلى أن «الملك سلمان وصل إلى العرش بعد وفاة أخيه الملك عبد الله وعين ابنه محمد وزيرا للدفاع، وكان هذا طامحا لتأكيد صورته كقائد للبلاد». ومع شن الحرب في اليمن، حقق التحالف بعض النجاحات من خلال طرد الحوثيين من عدن، لكن قواته فشلت باستعادة صنعاء. وعلى خلفية هذه العملية العسكرية، وجهت انتقادات للتحالف بسبب استهدافه المدنيين، وقتل الآلاف منهم ما خلق كارثة إنسانية وجوعا لملايين اليمنيين. كما فشلت الحكومة التي يدعمها التحالف في التقدم نحو صنعاء. ففي فبراير الماضي أوقف الحوثيون الحملة وسيطروا على منطقة الجوف في شمال مأرب. يأمل السعوديون الآن، من خلال قرار وقف إطلاق النار الذي بدأ مساء الخميس الماضي ويمتد لأسبوعين، وقف الخسائر التي أصابتهم واليمنيين خلال السنوات الخمس الماضية، وفق ما قالته الصحيفة، والتي نوهت إلى دعم القرار من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية، وهو ما يتوافق مع جهود الأممالمتحدة المبذولة لاستئناف مباحثات السلام منذ فترة. بحسب الصحيفة، يمكن فهم القرار السعودي الأخير، بأن الحرب في اليمن (الكارثية بالنسبة لليمنيين) لم تكن بالنسبة لمحمد بن سلمان مركزية في رؤيته للسلطة، بل كانت مجرد «تسلية» ولا بد من تنحيتها عن الطريق.