اقول بكل صراحة وعفوية وتلقائية تعودها مني منذ سنوات قراء الصريح الورقية والالكترونية انني كنت منذ زمان ارجو وادعو الله السميع العليم المجيب المرتجى بكرة وعشيا ان اعيش ولو شهرا واحدا رمضانيا لا ارى فيه مسلسلا من مسلسلات السنوات الاخيرة التافهة الهابطة التجارية التي اصبحت والتي اعتادت قنواتنا التلفزية التونسية والعربية ان تبثها سنويا للمشاهدين دون مراعاة منها للجوانب الاخلاقية والتربوية والدينية التي جاء من اجل ترسيخها شهر الصيام منذ مجيء رسالة الاسلام ومنذ نزول الوحي على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البرية وخير الأنام من اجل ذلك سررت ايما سرور بصدور قرار المحكمة الادرية المشكورة والقاضي بمنع مواصلة تصوير المسلسلات الرمضانية كما ازيد فاشكراغلبية الشعب التونسي ذي الديانة الاسلامية وكل من ساهموا جماعات وفرادى في الدعوة والحث على اصدار هذا القرار التاريخي السار الذي لم استطع ان اتجاوزه وان اتجاهله دون الكتابة عنه علي بذلك انال شيئا من بركات شهر رمضان الذي بشر فيه دين السلام بان من فعل فيه خصلة من الخير فقد سبق غيره الى دخول جنات عدن الازلية ولا اظن ان هناك خيرا يعدل او يفوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا ارى منكرا اشد من تمضية اوقات طويلة في شهر الصيام بالليل وبالنهار في مشاهدة مسلسلات لا يستحي اصحابها من نشر واشهار المنكرات كصور مجالس شرب الخمر ومظاهر العراء وغيرها من مقدمات ومقبلات الزنا وطاولات القمار وغيرها من مظاهر الفساد والميوعة المؤدية حتما الى انحطاط الشعوب ومسالك الانحدار ورحم الله احمد شوقي الذي قال منذ سنوات خلت ومضت(انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا) فكيف لو عاش شوقي الى هذا الزمان وارى فيه مسلسلات تتنافى وتتناقض كل التناقض مع دين الاسلام ومع اداب واخلاق شهر الصيام؟ لا شك انه سيقول ان مثل هذه المسلسلات نكبة ومصيبة لم تعرفها الأمة الأسلامية في كل تاريخها منذ اقدم السنوات ولئن قال شكسبير رحمه الله ذلك المسرحي والمفكر والمتخلق والمؤدب العظيم اعطني مسرحا (اعطك شعبا عظيما) فانني اقول بعد انتشار تلك المسلسلات الفاسدة اعطني مسلسلات راقية اخلاقيا اعطك شعبا عظيما سليما قويا واعطني مسلسلات هابطة سافلة تجارية اعطك شعبا فاسدا متعفنا وبائيا وهل فسد شبابنا المسكين المظلوم تربويا وتعليميا ودينيا وثقافيا الا بمثل يث تلك المسلسلات التجارية التي تبيح وتروج لجميع المنكرات باسم حرية الفن وحرية التعبير والحرية الذاتية فاسقطت شبابنا وحتى كبارنا في بئر من الفساد والتيه والضياع ما له قرار وما له قاع كما لا اريد ان يفوتني القول بان التلفزة التونسة وغيرها من التفلزات العربية في سنواتها الأولى ايام زمان لم تكن تبث هذا النوع من المسلسلات وهذا النمط من الخزعبلات والترهات لا في رمضان ولا في غير رمضان بل كانت تبث مسلسلات تربوية دينية تاريخية ترفع من شان الصالحين والمصلحين وتحط من شان اهل الفساد ومروجي المنكرات والمحرمات الدينية ومن من جيل السبعينات قد نسي المسلسل المصري العظيم واغنية محمد يا رسول الله ومسلسل من قصص الأنبياء وغيرهما من المسلسلات الدينية التربوية التعليمية التثقيفة الأخلاقية؟ ومن منهم قد نسي مسلسل امي تراكي والحاج كلوف وشناب و هي من ارقى المسلسلات الطريفة الهزلية التونسية والتي لم ترتق اليها مع الاسف الشديد الى اليوم مسلسلات هذا الجيل الأخير رغم امكانياته الكبيرة المادية والفنية؟ وليس لنا في الأخير الا ان نحمد الله الذي اراحنا في شهر رمضان من مسلسلات الهزان والنفضان وجيب من الجابية وحط في الخابية وكعور واعط للاعور اولم يقل اهل الحكمة والعقول الكبيرة الشاسعة رب ضارة نافعة؟ ولا شك ان انهم قد اقتبسوا هذه الحكمة من كتاب الله المكنون الذي قال منذ عهود وقرون(وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون)