على ذكر اختام الحديث التي كانت تقام في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك في جوامع تونس الكبرى وفق رزنامة مضبوطة في الايام والمساجد يقع توزيعها مع الامساكية في بداية الشهر وقد كنت عثرت عليها في بعض كتب مكتبتي و تحدثت عنها في مقال نشرته على صفحات الصريح الورقية عبرت فيه وهذا ما لم انفك اكرره عن الحسرة على تلك العقود الخوالي من حياة تونس الدينية والعلمية وما كان فيها من ثراء علمي وديني اين نحن منه في هذا الزمان قليلة جدا هي اختام الحديث التي كتب لها أن تنشر وتعمم الاستفادة بالعلم الغزير المحقق المدقق .اكثرها ظل في تركات المشائخ الاجلاء الذين لم يمكن ورثتهم الباحثين والدارسين من تحقيقها واخراجها للناس يلحق باصحابها الأجر والثواب من بعدهم باعتبار أن العلم الذي ينتفع به هو احد الثلاث التي استثنيت من انقطاع العمل منها بالوفاة ( وان ليس للانسا ن إلا ما سعى) اية وهنا لابد أن اذكر بما بذله القاضي الفاضل محمود شمام رحمه الله من جهد في التعريف بهذه الاختام واصحابها من الشيوخ الجلة ونشر ما وقع بين يديه منها من هذه الاختام التي كتب الله لها أن تنشر وتعم بها الفائدة إلى جانب اثار علمية أخرى كتاب مجالس العرفان لفضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله(1886/1970)وقد تولى التدريس بجامع الزيتونةوسمي مفتيا للمالكية وعلى راس مشيخة الجامع الاعظم وشيخ اسلام للمذهب المالكي وكلف بوزارة العدل وسمي سنة 1957 مفتيا للجمهورية وانتقل إلى جوار ربه في5جانفي1970 وللشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله عدة مؤلفات وفتاوى وديوان خطب جمعية وكتاب( مجالس العرفان ومواهب الرحمان) يقع في جزاين تولت نشرهما الما سوف عليها الدار التونسية التي اعتنت بنشر امهات الكتب الادبية والفكرية والدواوين الشعرية واخرجت امهات التا ليف لكبار علماء تونس وذلك بمارصدته لها وزارة الثقافة في الستينيات والسبعينيات والى اواخر الثمانينات من اعتمادات مالية هامة كتاب( مجالس العرفان) لفضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله هو دروس في اختام الحديث النبوي الشريف يحتوي في جزاه الأول على تسعة مجالس يتضمن كل مجلس على مباحث دقق الشيخ جعيط فيها القول في كل مسالة من جميع النواحي اللغوية و العقديةوالاصولية والفقهية والمقاصدية مع ايراد اقوال من سبقه من علماء السلف معقبا ومستقلا بالراي. مسائل عديد ةلايزال الاهتمام بها قائما والسؤال عنها مستمرا سواء تلك التي تتعلق بالعبا دات اوالمعاملات. وفي الطبعة التي بين يدي كشاف مدقق لكل المسائل وهو كشاف يساعد القارئ ويوصله إلى مبتغاه في الدرس موضوع الختم . مجالس تسعة في الجزء الأول من مجالس العرفان ومثلها في الجزء الثاني لاتترك شانا من شؤؤن الدين الاوبسط فيه الشيخ جعيط رحمه الله القول اكتفي بذكر العناوين في هذا العرض منبها الى ان العناوين ماهي إلا منطلقات للشيخ جعيط رحمه الله تطرق تحتها الى مسائل شرعية سيظل المسلم محتاجا فيها إلى تحقيقات العلماء الاعلام يشفون فيها الغليل وهاهي العناوين(المجلس الأول في شرح باب بدء الاذان من صحيح البخاري.المجلس الثاني الموسوم بشفاء الغلة في شرح حديث الاسلام يهدم ما قبله.المجلس الثالث الموسوم بتقريظ السمع بشرح حديث فضل الغرس والزرع.المجلس الرابع الموسوم بتقشع سحب العسر بشرح حديث ان الدين يسر.المجلس الخامس الموسوم بالتحقيق المحض في شرح حديث لاتحاسدوا ولاتنا جشوا ولاتباغضوا ولاتدابروا ولايبع بعضكم على بعض. المجلس السادس الموسوم بالراي الاصيل في الكشف عن حديث فضل المال إذا اعطي منه اليتيم والمسكين وابن السبيل. المجلس السابع الموسوم بالقول المقدم في فضل من علم وعلم( بالشدة على اللام).المجلس الثامن الموسوم ببلوغ الارب في شرح حديث المرء مع من احب. المجلس التاسع الموسوم بالمورد المعين في شرح قول الله تعالى'' خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين') مجالس حديثية ممتعة صاغها عالم من كبار علماء الزيتونة في العصر الحديث اتى فيها بالزبدةوالعصارة لما حصله واطلع عليه وقدمه للقارئ باسلوب ميسر هو اسلوب علمائنا الكبار عليهم من الله الرحمة والرضوان… فعسى أن تلفت هذه الورقة الانظارإلى ما تركه علماؤنا من ثروة للعودة اليها والاستفادة بماينير للجميع السبيل في كل مسائل وشؤون الدين
